• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

فالعالم يحتاج في الوجود إلي الغير، و هذا الغير إن كان واجباً فهو المطلوب و إلاّ لزم أن ينتهي إليه ؛ لبطلان الدور و التسلسل .

أما بطلان الدور فلأنه تقدم الشيء علي نفسه و معناه وجود الشيء قبل وجوده و هو محال لأنه اجتماع النقيضين. و أما بطلان التسلسل ؛ فلأن جميع آحاد تلك السلسه ممكنة لذاتها و محتاحة في الوجود إلي الغير، و تكثر الآحاد الممكنة لا يقلب الممكنات عن ذاتياتها كما أن تكثر آحاد الصفر لا يوجب انقلابها إلي الأرقام فالسلسلة المفروضة محتاجة في الوجود إلي موجد ليس بممكن ، بل هو واجب الوجود.

و يمكن أيضاً‌ تقريب هذا البرهان بنحوٍ أخصر و هو أن يقال :

علة الممكن منحصرة في أربعة‌: العدم و نفس الممكن و مثله و واجب الوجود و حيث أن الثلاثة الاُول باطلة بقي الأخير.

أما بطلان الأول : فلأن العدم لا يكون واجد اً‌لشيء حتي يعطيه . وأما بطلان الثاني : فلأن الشيء  قبل وجوده ليس إلاّ عدماً و العدم لا يصلح للعلية كما عرفت. و أما بطلان الثالث : فلأنه مثل نفس  الممكن في الحاجة إلي الغير في الوجود فكيف يمكن له أن يوجد بدون انتهائه إلي الواجب ويعطي الوجود؟ ثم لا فرق في كون المثل شيئاً واحداً أوأشياء متعددة ، منتهية؛ لأن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لايجوز واحد ، فانحصر أن يكون العلة هو واجب الوجود ولعل قوله عزَّوجلّ : « إم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون » (1) يشير ألي ذلك.

و قد عرفت أن خلقة الممكن بدون استناده إلي الواجب المتعال ترجع إلي خلقته من العدم و من غير شيء ، وهو محال فانحصر الأمر إلي استناد الخلقة إليه

1) الطور: 35 .