• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

و أما إتصافه بالإمكان الماهوي فهو باعتبار ماهيته؛ لأن الوجود ليس له الاقتضاء بالنسبة إلي الوجود و العدم، بل نسبته إلي نفسه ضروري بالوجوب ؛ لأن ثبوت الشيء لنفسه ضروري و إلي العدم بالامتناع حيث أن امتناع اتصاف الشيء بنقيضه أيضاً من الضروري فلا يكون متساوي النسبة بالقياس إليهما (1) .

ثم إنه اُستدل بكلا المعينين لإثبات المبدأ المتعال.

أما الأول : فقد نسب إلي ابن سينا و غيره رحمهم الله و لقد أجاد في تقريره المحقق الطوسي و العلاّمة الحلي ـ قدّس سرّهم ـ‌ و هو:

إن كلّ معقول إما أن يكون واجب الوجود في الخارج لذاته (2) ، و إما ممكن الوجود لذاته ، و إما ممتنع الوجود لذاته.

و لا شك في أن هنا موجوداً بالضرورية فإن كان واجباً لذاته فهو المطلوب. و إن كان ممكناً افتقر إلي موجود يوجده بالضرورة ، فإن كان الموجد واجباً‌ لذاته فهو المطلوب . و إن كان ممكناً افتقر إلي موجد آخر فإن كان الأول دار، و هو باطل بالضرورة ، و إن كان ممكناً آخر تسلسل و هو باطل أيضاً؛ لأن جميع أحاد تلك السلسلة الجامعة لجميع الممكنات، تكون ممكنة بالضرورة فتشترك في إمكان الوجود لذاتها، فلا بدّ لها من موجد خارج عنها بالضرورة فيكون واجباً بالضرورة و هو المطلوب (3) .

و الحد الوسط في هذا البرهان هو الإمكان الماهوي و يمكن تقريره بوجه آخر و هو أن يقال : العالم ممكن لذاته ، و كلّ ممكن لذاته يحتاج في الوجود إلي الغير

1) راجع نهاية الحكمة: ص 45 و 63 ، ودرر الفوائد: ج 1 ص 427 .
2) أي من حيث ذاته من غير التفات إلي غيره كما في الاشارات: ج 3 ص 18 .
3) راجع الباب الحادي عشر/7 الطبعة الحديثة و شرح الاشارات : ج 3 ص 18 ، و شرح التجريد : ص 172 .