• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الاستعمالات القرآنية، و علي كل تقدير فهذه المعارف الحقة الأصيلة الإلهية مما لا يمكن النيل إليها بدون إرسال الرسل و بعث الأنبياء، كما هو واضح لمن عرفها و قاسها مع المعارف البشرية.

و منها: أداء الرسالة الاصلاحية، و أنت خبير بأن المفاسد الاجتماعية من الظلم و الفحشاء و المنكرات و نحوها، ربما تكون بحيث يحتاج ازالتها و المقابلة معها إلي رسول إلهي، حتي يدعو الناس نحو الاصلاح و إقامة العدل، و يدافع عن المظلومين و المحرومين؛ لأن مجرد نزول الكتاب و تعليم الأحكام و التربية و التزكية بدون المجاهدة و القيام في مقابل المفاسد الاجتماعية، غير كافٍ لدفعها و رفعها، إذ بعض النفوس الشريرة كالمترفين و المفسدين لن يتوجهوا إلي ذلك كله، و يظلمون و يصدون عن سبيل الله و يفسدون النسل و الحرث، كما نشاهد ذلك في يومنا هذا في الممالك الغربية و الشرقية، التي نبذ فيها الكتب السماوية، فاللازم في أمثال ذلك هو إرسال الرسل أو الرجال الإلهية للقيام للاصلاح، و هذه الغاية من مهمات الغايات.

قال الفاضل الشعراني ـ قدّس سرّه ـ: «ليس في طبيعة الانسان شيء أعظم قيمة و قدراً من الاستقلال و الحرية و اقامة العدل و حفظ الحقوق و دفع الظلم و التجاوز، و لذا لم ينس الناس حق الرسل الإلهية في اقامة العدل و الاستقلال و الحرية و ان نسوا كل شيء من الخدمات المدنية و المادية عن الاخرين» (1).

«لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس باقسط و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس و ليعلم الله من ينصره و رسله بالغيب أن الله قوي عزيز» (2).

كما يظهر من بعض الآيات أن كل امة من الامم الماضية، لم تخل عن

1) راجع كتاب «راه سعادت»: ص61.
2) الحديد: 25.