• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

المقصود منها أن الأمر بيده تعالي، فيمكن أن يقدم و أن يؤخر رغماً لأنف اليهود الذين قالوا يد الله مغلولة كما اُشير إليه في الرواية الاُولي، فالثابت هو البداء في بعض الأخبار السابقة. هذا مضافاً إلي تصريح بعض الأخبار بأن البداء عند الإمامية ليس مقروناً بالجهل كما رواه في الكافي بسند صحيح عن أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ أنه قال: «ما بدا لله في شيء إلاّ كان في علمه قبل أن يبدو له» (1) و من المعلوم أن البداء الذي لا يستلزم الجهل في مرتبة الذات، لا تشمله الأدلة النافية ولا تنافيه الأدلة العقلية، لأنه ليس إلاّ كمال القدرة في مقام الفعل، فإن تبديل ما تقتضيه المقتضيات العادية و المعدات، يحكي عن تمامية قدرة الرب المتعال، و استقلاله في الفاعلية، حيث يمكن له التغيير و التبديل في الاُمور، إذا أراد و شاء، فهو تعالي في كل آن في شأن، و من المعلوم أن هذا الاعتقاد يوجب التوكل التام عليه في الاُمور، و الرجاء به؛ لأن الأمر بيده، ولم يتم الأمر و لم يفرغ عن الأمر قبل وقوعه، فكل شيء مادام لم يقع فله مجال التغيير و التبديل، و هذا الفكر يؤدي إلي سعة المجال أمام الإنسان للسعي و الاستكمال، بحيث لا يتوقف ولا ييأس من النيل إلي الكمال في أي حال يكون، كما أن هذا الاعتقاد يمنع الانسان من أن يغتر بوضعه الموجود، المقتضي للسعادة، فإن التغيير و التبديل بسبب الذنب أو الغفلة أمر ممكن، فليخفف و ليحذر عن الذنوب و الغفلات لئلا يسقط و يهلك.

و كيف كان، فهذا البداء من كمال الايمان و لذلك أخذ الله الاقرار به عن الأنبياء كما عرفت، بل أوصي الايمان به لغيرهم، كقول الصادق ـ عليه السلام ـ: «ما عظم الله عزّوجلّ بمثل البداء» (2) و قوله الآخر أيضاً: «لو

1) الاُصول من الكافي: ج1 ص148.
2) بحار الأنوار: ج4 ص107.