المؤمنين؟
قال: تقول تملكها بالله الذي يملكها من دونك، فإن ملككها كان ذلك من عطائه، و إن
سلبكها كان ذلك من بلائه، و هو المالك لما ملكك و المالك لما عليه أقدرك»
(1) وقرر ذلك أيضاً الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ عند
قول حمزة بن حمران: «إني أقول: إن الله تبارك و تعالي لم يكلف العباد ما لا
يستطيعون، ولم يكلفهم إلاّ ما يطيقون، و إنهم لا يصنعون شيئاً من ذلك إلاّ بارادة
الله و مشيته و قضائه و قدره» بقوله: «هذا دين الله الذي أنا عليه و آبائي»
(2) و أيضاً صرح الإمام
أبوالحسن الأول ـ عليه السلام ـ بذلك في قوله: «لا يكون شيء في السماوات و الأرض
إلاّ بسبعة: بقضاء، و قدر، و إرادة، و مشية، و كتاب، و أجل، و إذن، فمن قال غير
هذا فقد كذب علي الله أورد علي الله عزَّوجل»
(3)
و كلام مولانا أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ هو الملخص في ذلك و هو بأن يقول
الإنسان: «بالله أستطيع»
(4)، لا مع الله، ولا من
دون الله و غير ذلك من الأخبار، وهذه الأخبار الصريحة تصلح للجمع بين الأخبار، لو
كانت منافاة بينها، مع أنه لا منافاة بين الأخبار كما لا يخفي.
و ثانياً:
إن
التوفيق و الهداية لا نزاع فيهما، و إنما النزاع في استقلال العبد في الأفعال،
كما ذهب إليه المفوضة، فاللازم هو الجواب عن محمل النزاع، والاكتفاء بالتوفيق و
الهداية مشعر بالالتزام بما ذهب إليه المفوضة، مع أن الإمام الصادق ـ عليه السلام
ـ قال: «و رجل يزعم أن الأمر مفوض إليهم فهذا وهن الله في سلطانه فهو كافر»
(5).