• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

ما أجلّ هذا المغزي و ما أدق معناه و خلاصته أن أفعالنا من جهة هي أفعالنا حقيقة، و نحن أسبابها الطبيعية و هي تحت قدرتنا و إختيارنا، و من جهة اُخري هي مقدورة لله تعالي و داخلة في سلطانه؛ لأنه هو مفيض الوجود و معطيه، فلم يجبرنا علي أفعالنا حتي يكون قد ظلمنا في عقابنا علي المعاصي؛ لأن لنا القدرة و الاختيار فيما نفعل، و لم يفوض إلينا خلق أفعالنا حتي يكون قد أخرجها عن سلطانه، بل له الخلق و الحكم والأمر و هو قادر علي كل شيء و محيط بالعباد(5)
الفرق في الارادة الأصلية و التبعية، فإن ما يكون في صراط الكمال مراد أصالة، و ما لا يكون كذلك، ولكن كان من لوازم الاختيار و التكامل الاختياري مراد تبعاً، فالمشية الاستقلالية منحصرة فيه تعالي و جميع الإرادات و المشيات منتهية إلي مشيئته و كانت في طول مشيئته.

و مما يظهر أنه لا معرضة بين الأخبار، كما لا معارضة بين الآيات بعد الوقوف علي حقيقة المراد كما لا يخفي. .(5) ولا يخفي عليك أن المحصل من الأدلة النقلية و العقلية، هو نفي الجبر، لوجدان القدرة و الاختيار، والوجدان أدل دليل؛ لأنه علم حضوري بالشيء، ولا خطأ في العلم الحضوري.

كما أن المحصل من الأدلة هو نفي التفويض؛ لأن الممكن كما لا يقتضي الوجود في حدوثه و بقائه، كذلك لا يقتضي الوجود في فاعليته، و إلاّ لزم الانقلاب في ذات الممكن، و هو خلف، فلا يتصور الاستقلال في الممكن، لا في أصل وجوده ولا في صفاته ولا في بقائه ولا في فاعليته.