• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

من التكامل الاختياري، هو إمكان جهة المخالف أيضاً، فالتنزل و السقوط و العصيان و الكفر ناشٍ من سوء اختيارهم ولازم كونهم مختارين، و إلاّ فلا يحصل التكامل الاختياري، فالكفر أو العصيان الناشيء من سوء اختيارهم أيضاً مراد تبعاً لله تعالي؛ لأنه تعالي جعلهم مختارين، و إن لم يرض به لهم، بل المرضي هو أن يستفيدوا من الاختيار و يسلكوا مسلك الكمال و الصلاح، فلا يخرج شيء في التكوين، عن ارادته و مشيته، غايته أن بعض الاُمور أصالة و بعضها مراد تبعاً، و هذا التفضيل المستفاد من الرواية يصلح للجواب عن قبح استناد القبائح كالكفر و العصيان أو الشرور إليه ولو بواسطة الإنسان المختار فافهم واغتنم.

و يقرب منه ما رواه في الكافي عن أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ قال: قال رسول الله ـ صلّي الله عليه و آله ـ: «من زعم أن الله يأمر بالسوء و الفحشاء فقد كذب علي الله، و من زعم أن الخير و الشر بغير مشيئة الله، فقد أخرج الله من سلطانه، و من زعم أن الخير و الشر بغير مشيئة الله، فقد أخرج الله من سلطانه، و من زعم أن المعاصي بغير قوة الله، فقد كذب علي الله، و من كذب علي الله أدخله الله النار» (1).

و بالجملة هذه عمدة الأخبار الواردة في حقيقة الأمر بين الأمرين، و معناها بعد حمل بعضها علي بعض واضح، وكلها متفقة علي أنه لا جبر بحيث لا يكون للعباد قدرة و اختيار و علي أنه لا تفويض بحيث خرج عمل العاملين عن سلطانه، بل خلق الناس مع القدرة و الاختيار، فالخلق يستطيعون من الطاعات و المعاصي بالقدرة و الاختيار المفاضة من ناحيته تعالي لأن يستفيدوا منها للاستكمال الاختياري، و هو الذي ذهب إليه المصنف كما سيأتي توضيحه إن شاء الله تعالي، فلا يكون شيء في عالم التكوين خارجاً عن إرادته تعالي، و إنما

1) الاصول من الكافي: ج1 ص158 ح6 و روي نحوه عن العياشي في بحار الأنوار: ج5 ص127.