• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

تحقق الأمر المقدر، إذ لولا الاختيار لم يتحقق طاعة ولا معصية، فلم يتحقق ثواب ولاعقاب ولا أمر ولا نهي، ولا بعث ولا تبليغ، و من هنا يظهر وجه تمسك الإمام ـ عليه السلام ـ بسبق صفة الرحمه علي العمل، ثم بيانه ـ عليه السلام ـ أن لله مشية في كل شيء وأنها لا تلغوا ولا تغلبه مشية العبد، فالفعل لا يخطيء مشيته تعالي، و لا يوجب ذلك بطلان تأثيرمشية العبد، فإن مشية العبد إحدي مقدمات تحقق ما تعلقت به مشيته تعالي، فإن شاء الفعل الذي يوجد بمشية العبد فلا بد لمشية العبد من التحقق و التأثير، فافهم ذلك.

و هذه الرواية الشريفة علي إرتفاع مكانتها و لطف مضمونها يتضح بها جميع ما ورد في الباب من المختلف الروايات و كذا الآيات المختلفة من غير حاجة إلي أخذ بعض و تأويل بعض آخر» (1).

و منها: ما رواه في المحاسن عن حمران، عن أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ قال: كنت أنا و الطيار جالسين فجاء أبو بصير فأفرجنا له، فجلس بيني و بين الطيار، فقال: في أي شيء أنتم؟ فقلنا: كنا في الارادة والمشية و المحبة. فقال أبو بصير: قلت لأبي عبدالله ـ عليه السلام ـ: شاء لهم الكفر و أراده؟ فقال: نعم، قلت: فأحب ذلك و رضيه؟ فقال: لا، قلت: شاء و أراد ما لم يحب ولم يرض؟ قال: هكذا خرج إلينا (اُخرج إلينا، في المصدر) (2).

و تقريب الرواية بأن يقال: إن ارادته تعالي أصالة تعلقت نحو إمكان التكامل الاختياري للإنسان، و كل ما يلزم في هذا الطريق أعده تعالي من المعد الخارجي والداخلي، فلذا أرسل رسله بالهدي لإرشادهم و جهز الناس بالعقل و الاختيار، فالله تعالي خلق الناس علي نحو يمكن لهم أن يصلحوا و يتكاملوا، و أراده و رضي به، و لكن مقتضي جعل المشية والاختيار في الناس لأن يتمكنوا

1) راجع تعليقة ص111 من ج5 من بحار الأنوار.
2) بحارالأنوار: ج5 ص121.