• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

سائلك، أخبرني أكانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد أم كانت أعمال العباد قبل رحمة الله؟ قال: فقال له الرجل: بل كانت رحمةالله للعباد قبل أعمال العباد. فقال أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ: قوموا فسلموا علي أخيكم، فقد أسلم و قد كان كافراً، قال: وانطلق الرجال غير بعيد، ثم انصرف إليه، فقال له: يا أميرالمؤنين، أبا لمشية الاُولي نقوم و نقعد و نقبض ونبسط؟ فقال له أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ: و إنك لبعيد في المشية، أما إني سائلك عن ثلاث لا يجعل الله لك في شيء منها مخرجاً.

أخبرني أخلق الله العباد كما شاء أو كما شاؤوا؟ فقال: كما شاء، قال: فخلق الله العباد لما شاء أو لما شاؤوا؟ فقال: لما شاء، قال: يأتونه يوم القيامة كما شاء أو كما شاؤوا؟ قال: قم فليس إليك من المشية شيء» (1).

قال العلاّمة الطباطبائي ـ قدّس سرّه ـ في ضمن ما قاله في توضيح الرواية: «و الأشياء إنما ترتبط به تعالي من جهة صفاته الفعلية التي بها ينعم عليها و يقيم صلبها و يدبر أمرها كالرحمة والرزق و الهداية و الإحياء و الحفظ و الخلق و غيرها و ما يقابلها، فلله سبحانه من جهة صفات فعله دخل في كل شيء مخلوق وما يتعلق به من أثر و فعل، إذ لا معني لإثبات صفة فيه تعالي متعلقة بالأشياء وهي لا تتعلق بها.

ولذلك فإنه ـ عليه السلام ـ سأل الرجل عن تقدم صفة الرحمة علي الاعمال، و لا معني لتقدمها مع عدم ارتباتها بها وتأثيرها فيها، فقد نظم الله الوجود بحيث تجري فيه الرحمة و الهداية والمثوبة والمغفرة وكذا ما يقابلها، ولا يوجب ذلك بطلان الاختيار في الأفعال، فإن تحقق الاختيار نفسه مقدمة من مقدمات

1) بحار ألانوار:ج5 ص111.