• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

و ذهب قوم آخرون و هم «المفوضة» إلي أنه تعالي فوض الأفعال إلي المخلوقين و رفع قدرته و قضاءه و تقديره عنها، باعتبار أن نسبة الافعال إليه تعالي تستلزم نسبة النقص إليه و إن للموجودات أسبابها الخاصة و ان انتهت كلها الي مسبب الاسباب و السبب الاول و هو الله تعالي.

و من يقول بهذه المقالة فقد اخرج الله تعالي من سلطانه و أشرك غيره معه في الخلق (2)و قد اشتهرت هذه الجملة في الألسنة من أن الجبر و التشبيه اُمويان و العدل و التوحيد علويان.

هذا بخلاف الإنسان المعتقد بالاختيار، فإنه يري نفسه مسؤولاً في الاُمور، و لذلك الاعتقاد يسعي و يجاهد مع كل ظالم و يصل إلي ما يصل من الحرية و العزة و المجد و السعادة(1).

و قد قال الله تبارك و تعالي: «و أن ليس للإنسان إلاّ ما سعي * و أن سعيه سوف يري * ثم يجزيه الجزاء الأوفي» (2).

هذا تمام الكلام في الجبر. .ومن المفوضة أكثر المعتزلة و هم ذهبوا إلي أن الفعل مفوض إلينا، ولا مدخلية فيه لارادته و إذنه تعالي، و الذي أوجب هذه المزعمة الفاسدة هو الاحتراز عن نسبة المعاصي و الكفر و القبائح إليه تعالي، حيث زعموا أنه لو لم نقل باتفويض، لزم استناد القبائح إليه تعالي، حيث زعموا أنه لو لم نقل بالتفويض، لزم استناد القبائح إليه تعالي، و هو لا يناسب مع جلاله. هذا مضافاً إلي أنه لو لم يكن العبد مستقلاً في فعله لما صح مدحه و ذمه، علي أن المستفاد من الآيات الكثيرة هو استناد أفعال العباد إليهم دونه كقوله تعالي:

1) كتاب إنسان و سرنوشت.
2) النجم: 39 ـ 40.