• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

كما حكي عن مولانا أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ أنه قال في الجواب عنالسؤال عن الجبر: «لو كان كذلك، لبطل الثواب و العقاب، و الأمر و النهي و الزجر، و لسقط معني الوعد و الوعيد، ولم تكن علي مسيء، لائمة، ولا لمحسن محمدة، الحديث» (1).

و قد روي عن أبي الحسن موسي بن جعفر ـ عليهما السلام ـ «أنه سأل عنه أبو حنيفه عن أفعال العباد ممن هي؟ فقال: إن أفعال العباد لا تخلو من ثلاثة منازل، إما أن تكون من الله تعالي خاصة، أو منه و من العبد علي وجه الاشتراك فيها، أو من العبد خاصة، فلو كانت من الله تعالي خاصة، لكان أولي بالحمد علي حسنها، والذم علي قبحها، ولم يتعلق بغيره حمد ولا لوم فيها، ولو كانت من الله و من العبد لكان الحمد لهما معاً فيها، والذم عليها جميعاً فيها ـ لأن المفروض أنهما مستقلان فيها ـ و إذا بطل هذان الوجهان، ثبت أنها من الخلق، فإن عاقبهم الله تعالي علي جنايتهم بها فله ذلك، و إن عفا عنهم فهو أهل التقوي و أهل المغفرة» (2). وظاهره أن مباشرة الأفعال من الإنسان و هو لا يمكن إلاّ بالاختيار، و هو المصحح للعقاب و العفو كما لا يخفي.

ثم إن إثبات كون الأفعال صادرة من الخلق لا ينافي استنادها إليه تعالي بالطولية و بواسطتهم، كما سيأتي تصريح الأدلة به، و إنما المنافي هو استنادها إليه تعالي في عرض صدورها من الخلق فلا تغفل.

هذا كله مضافاً إلي أن الفكر الجبري يؤدي إلي رفض المسؤولية كلها؛ لأنه لا يري لنفسه تأثيراً في شيء من الأشياء فلذا ينظلم، ولا يسعي في التخلق بالأخلاق الحسنة، و إصلاح الاجتماع، و دفع الظلم و الجور، و لعله لذلك كان ترويج عقيدة الجبر من أهداف الحكومات الظالمة؛ لأن الناس إذا كان ذلك اعتقادهم خضعوا لسلطة الظلمة ولم يروهم مقصرين فيما يفعلون.

1) بحار الأنوار: ج5 ص4.
2) كتاب تصحيح الاعتقاد: ص13.