• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

فالمؤثر في الافعال ارادتنا باختيارنا، فمن أنكر الارادة و الاختيار، أنكر مايقتضيه الوجدان، قال أبوالهذيل: «حمار بشر أعقل من بشر» (1) و لعله لأن الحمار عند رؤية الحفرة لا يدخل فيها، بل يمشي مع الأختيار، فكيف يكون الإنسان في أفعاله بلا الختيار؟

و قد يتخيل الجبر بتوهم أن الجبر مقتضي علمه تعالي بالاُمور من الأزل، و غاية تقريبه أن الله تعالي علم بكل شيء من الأزل، فحيث لا تبديل ولا تغيير في علمه الذاتي، فما تعلق العلم به في الأزل يقع في الخارج، طبقاً لما علمه من دون اختيار، و إلاّ فلا يكون علمه علماً، فمن كان علمه تعالي عاصياً لا يمكن أن يصير مطيعاً.

ولكن الجواب عنه واضح، حيث أن العلم الذاتي لا يسلب الاختيار عن المختار، فمن كان في علمه عاصياً بالاختيار يصير كذلك بالاختيار، و إلاّ لزم أن يكون علمه جهلاً و هو محال.

ثم إنه يظهر من بعض كلمات المتكلمين من الأشاعرة، أن مجرد مقارنة الارادة في أفعالنا مع الفعل الصادر عن الله تعالي، يكفي في تسمية الفعل بالمكسوب، مع أفعالنا مع الفعل الصادر عن الله تعالي، يكفي في تسمية الفعل بالمكسوب، مع أنه كما تري، إذ لا أثر للارادة علي المفروض في الفعل، و لذا قال في قواعد المرام: «فأما حديث الكسب فهو اسم بلا مسمي» (2).

و خامساً: أن التوالي الفاسدة لهذا القول كثيرة، منها امتناع التكليف؛ لأنّ الناس غير قادرين، والتكليف بما لايطاق قبيح، و منها لغوية ارسال الرسل و الأنبياء؛ لأن اتباعهم ليس تحت قدرتهم، و منها عدم الفائدة في الوعد و الوعيد؛ لأن المفروض عدم دخالة الناس في الأفعال، و منها أنه لا معني للمدح و الذم بالنسبة إلي أفعال العباد، لعدم دخالتهم فيها أصلاً.


1) اللوامع الاهية: ص35.
2) قواعد المرام: ص110.