• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

إضافية مقيسة إلي أفراد أشخاص معينة و أما في نفسها و بالقياس إلي الكل فلا شر أصلاً، فاللازم في حكمته هو ايجادها مع كونها خيراً غالباً » (1) إذ ترك ايجاده حينئذٍ مرجوع، ثم لا يخفي عليك أنه ذهب بعض إلي أن الشر أمر وجودي مستشهداً بقوله تعالي: «كل نفس ذائقة الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون» (2) و بما ورد عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ في بعض الأدعية ليوم المعرفة: « و أنت الله لا إله إلاّ أنت خالق الخير و الشر» و بما ورد عنه ـ عليه السلام ـ في دعاء آخر و بيدك مقادير الخير و الشرّ و غير ذلك؛ لأن الذوق و الابتلاء و الخلق و التقدير لا تناسب الاعدام، اللهم إلاّ أن يقال في الجواب: بأن المراد من الشر في أمثال ما ذكر هو الشر القياسي و الاضافي لا الشر الحقيقي و من المعلوم أن الشر القياسي أمر وجودي مقارن للشر الحقيقي الذي هو العدم، و الوجود يحتاج إلي الخلق و التقدير و قابل للابتلاء به و نحوه، فلاينافي الآية الكريمة و الأدعية، لما ذكر من عدمية الشر الحقيقي فافهم.

لا يقال: إن الإشكال لو كان في خلقة الشرور الحقيقية، لكان الجواب عنه بأنها عدمية، فلا حاجة لها إلي العلة صحيحاً، أما إن كان الإشكال في أن الله تعالي لِمَ لمْ يخلق العالم بحيث يكون مكان الفقدانات وجودات و كمالات، و مكان الشرور خيرات، حتي لا يكون للشرور و الاضافية وجود، فالإشكال بالنسبة إلي الشرور الاضافية باقٍ، ولا يكون الجواب المذكور مقنعاً عنه.

لأنه يجاب عن ذلك بأن: هذا وهم، إذ لا مجال لوجود العالم المادي بدون التضاد و التزاحم، إذ لازم الطبيعة المادية هو وجود سلسلة من النقصانات و الفقدانات و التضاد و التزاحم؛ لعدم قابلية المادة لكل صورة في جميع الأحوال و الشرائط، فالأمر يدور بين أن يوجد العالم المادي لامقرون بتلك النقصانات، أو

1) شرح الإشارات: ج3 ص320 ـ 323.
2) الانبياء : 35.