• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

يمدحه،‌ و يثني عليه، و إن لم يكن ذلك الفعل يعود بالنفع لشخص المادح، و إنما ذلك الجزاء لغاية حصول تلك المصلحة العامة التي تناله بوجه (وهكذا في طرف الاساءة) إلي أن قال: و كل عاقل يحصل له هذا الداعي للمدح و الذم، لغرض تحصيل تلك الغاية‌ العامة، و هذه القضايا التي تطابقت عليها آراء العقلاء من المدح و الذم. لأجل تحصيل المصلحة العامة، تسمي الآراء المحمودة و التأديبات الصلاحية، و هي لا واقع لها وراء تطابق آراء العقلاء و سبب تطابق آرائهم شعورهم جميعاً بما في ذلك من مصلحة عامة.

و هذا هو معني التحسين و التقبيح العقليين اللذين وقع الخلاف في أثباتهما بين الأشاعرة و العدلية فنفتهماالفرقة الاولي، و أثبتتهما الثانية، فإذ يقول العدلية بالحسن و القبح العقليين، يريدون أن الحسن و القبح من الآراء المحمودة و القضايا المشهورة، التي تطابقت عليها الآراء، لما فيها من التأديبات الصلاحية، و ليس لها واقع وراء تطابق الآراء.

والمراد من العقل إذ يقولون أن العقل يحكم بحسن الشيء أو قبحه، هو «العقل العملي»، و يقابله «العقل النظري». و التفاوت بينهما إنما هو بتفاوت المدركات، فإن كان المدرك مما ينبغي أن يعلم مثل قولهم: «الكل أعظم من الجزء» الذي لا علاقة له بالعمل يسمي ادراكه «عقلاً نظرياً» و إن كان المدرك مما ينبغي أن يفعل و يؤتي به، أو لا يفعل، مثل حسن العدل و قبح الظلم، يسمي ادراكه «عقلاً عملياً».

و من هذا التقرير يظهر كيف اشتبه الأمر علي من نفي الحسن و القبح، في استدلالهم علي ذلك بأنه لو كان الحسن و القبح عقليين لما وقع التفاوت بين هذا الحكم وحكم العقل بأن الكل أعظم من الجزء؛ لأن العلوم الضرورية لا تتفاوت، ولكن لاشك بوقوع التفاوت بين الحكمين عند العقل.

و قد غفلوا في استدلالهم، إذ قاسوا قضية الحسن و القبح، علي مثل قضية