وإذا وَلِيَ أحد المتجانسين الآخر قيل له المزدوج.
وإن كان التركيب بحيث لو عكس حصل بعينه فالمستوي ويسمى أيضاً ما لا يستحيل بالانعكاس نحو:
(كل في فلك) [الأنبياء: 33] ونحو:
(وربَّكَ فكبِّرْ)[المدثر: 3].
وبعدُ: فلا يخفى على الأديب، ما في الجناس من الاستدعاء لميل السامع، لأن النفس ترى حُسن الإفادة، والصورة صورة تكرار وإعادة ومن ثم تأخذها الدهشة والاستغراب، ولأمر مَا، عدَّ الجناس من حُلى الشعر.
أنواع الجناس المعنوي
الجناس المعنويُّ: نوعان: جناس إضمار وجناس إشارة.
أ ـ فجناس الإضمار أن يأتي بلفظ يُحضِرُ في ذهنك لفظاً آخر وذلك اللفظ المحضر يراد به غير معناه، بدلالة السِّياق مثل قوله: [البسيط]
وأوس شاعر مشهور من شعراء العرب، واسم أبيه حجر، فلفظ أبي أوس يحضر في الذِّهن اسمه، وهو حجر; وهر غير مراد; وإنما المراد: الحجر المعلوم،
وكان هذا النوع في مبدئه مستنكراً، ولكنَّ المتأخرين ولعُوا به، وقالوا منه كثيراً. فمن ذلك قول البهاء زُهير: [البسيط]
ب ـ و
جناس الإشارة
هو ما ذكر فيه أحد الركنين، وأشير للآخر بما يدل عليه، وذلك إذا لم يساعد الشعر على التصريح به. نحو: [المجتث]
فقد ذكر الشاعر أحد المتجانسين: وهو حمزة، وأشار إلى الجناس فيه، بأن مصحفه، فى ثغره، اى خمره وفى قلبه، اَىْ جمرَة
و بعد: فاعلم أنه لا يستحسن الجناس، ولا يعدّ من اسباب الحسن، إلا إذا جاء عفواً، وسمح به الطبعمن غير تكلف، حتى لا يكون من أسباب ضعف القول وانحطاطه، وتعرّض قائله للسخرية والاستهزاء.
2 ـ التصحيف
التصحيف: هو التشابُه في الخط بين كلمتين فأكثر: بحيث لو أزيل أو غُيرت نُقط كلمة، كانت عين الثانية، نحو التخلّي، ثم التحلّي، ثم التجلّي.