4 ـ والإيماء أو الإشارة: هو الذي قلت وسائطه، مع وضوح اللزوم، بلا تعريض، كقول الشاعر:[الكامل]
كناية عن كونهم: أمجاداً أجواداً، بغاية الوضوح.
و من لطيف ذلك قول بعضهم: [الطويل]
سألتُ الندَى والجُود ما لي أراكما وما بالُ رُكن المجد أمسى مهدَّماً فقلتُ: فهلا متما عند موتِهِ فقالا: أقمنَا كي نعزَّى بفقده مسافة يوم ثم نتلوهُ في غدِ
تبدَّلتما ذلاًبعز مؤبدِ فقالا، أُصبنَا بابن يحيى محمدِ فقدْ كنتما عبدَيهِ في كل مَشْهدِ مسافة يوم ثم نتلوهُ في غدِ مسافة يوم ثم نتلوهُ في غدِ
والكناية من ألطف أساليب البلاغة وأدقها، وهي أبلغ من الحقيقة والتصريح، لأن الانتقال فيها يكون من الملزوم إلى اللازم فهو كالدعوى ببينة، فكأنك تقول في زيد كثير الرماد زيد كريم، لأنه كثير الرماد وكثرته تستلزم كذا الخ، كيف لا وأنها تمكن الإنسان من التعبير عن أمور كثيرة، يتحاشى الإفصاح بذكرها، إما احتراماً للمخاطب أو للإبهام على السامعين، أو للنيل من خصمه، دون أن يدع له سبيلا عليه، أو لتنزيه الأذن عما تنبو عن سماعه ونحو ذلك من الأغراض واللطائف البلاغية.
تمرين
بين أنواع الكنايات الآتية، وعين لازم معنى كل منها.
1 ـ قال البحتري يصف قتلَهُ ذئباً: [الطويل]
2 ـ وقال آخر في رثاء من مات بعلة في صدره:
[الطويل]