• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب


  • بِليتُ بِلَى الأطلالِ إنْ لمْ أقفْ بها وُقوف شحيح ضاع في التُّرب خاتمة

  • وُقوف شحيح ضاع في التُّرب خاتمة وُقوف شحيح ضاع في التُّرب خاتمة

يدعو الشاعر على نفسه بالبلى والفناء، إذا هو لم يقف بالأطلال، ليذكر عهد من كانوا بها، ثم أراد أن يصوِّر لك هيئة وقوفه، فقال: كما يقف شحيحٌ فقدَ خاتمة في التراب، من كان يُوَفق إلى تصوير حال الذَّاهل المتحير المحزون، المطرق برأسه، المنتقل من مكان إلى مكان في اضطراب ودهشة، بحال شحيح فقد في التراب خاتماً ثميناً. هذه بلاغة التشبيه من حيث مَبلغ طرافته، وبُعد مرماه، ومقدار ما فيه من خَيال. أما بلاغته من حيث الصورة الكلامية الّتي يوضع فيها، فمتفاوتة ايضاً. فأقلّ التشبيهات مرتبة في البلاغة ما ذُكرتْ أركانه جميعها، لأنَّ بلاغة التشبيه مبنية على ادعاء أنَّ المشبه عين المشبه به، ووجود الأداة، ووجه الشبه معاً، يَحُولانِ دُون هذا الادّعاء; فإذا حذفت الأداة وحدَها، أو وجه الشبه وحده، ارتفعت درجةالتشبيه في البلاغة قليلا، لأن حذف أحد هذين يُقوّي ادعاء اتحاد المشبهه والمشبه به بعض التقوية

ـ أما أبلغ أنواع التشبيه «فالتشبيه البليغ» لأنه مبنيٌّ على ادعاء أن المشبه و المشبه به شيء واحد. هذا

ـ وقد جرى العرب والمحدثون على تشبيه: الجواد بالبحر والمطر، والشجاع بالأسد، والوجه الحسن بالشمس و القمر، والشهم الماضي في الامور بالاحلام والوجه الصبيح بالدينار، والشعر الفاحم بالليل، والماء بالسيف، والعالي المنزلة بالنجم، والحليم الرَّزين بالجبل، والأمانِي الكاذبة بالعنقاء، والماء الصافي باللُّجَيْنِ، والليلِ بموج البحر، والجيش بالبحر الزَّاخر،والخَيْلِ بالرِّيح والبَرْق، والنجوم بالدُّرر والأزهار، والأسنانِ بالبَرَد واللؤلؤ، والسفن بالجبال، والجداولِ بالحيَّات المُلتوية، والشيبِ بالنهارِ ولَمع السيوف، وغُرَّةِ الفرس بالهلال، ويشبِّهون الجبان بالنَّعامة والذبابة، واللئيم بالثعلب، والطائشَ بالفرَاش، والذليل بالوَتدِ، والقاسي بالحديد والصخر، والبليد بالحمار، والبخيل بالأرض الُمجْدِبةِ.المجاز مُشتقّ من جازَ الشيء يَجوزُه، .إذا تَعَدَّاهُ سَمَّوا به اللّفظ الذي نُقِلَ من معناهُ الأصلي، واستُعمِلَ ليدُلّ عل معنى غيره، مناسب له.

والمجاز: من أحسن الوسائل البيانيَّة الّتي تهدي إليها الطبيعة; لإيضاح المعنى، إذْ به يخرج المعنى متَّصِفاً بصفة حِسّية، تكاد تعرضه على عيان السَّامع، لهذا شغفت العرب باستعمال المجاز لميلها إلى الاتساع في الكلام، وإلى الدلالة على كثرة معاني الألفاظ، ولما فيه من الدِّقة في التعبير، فيحصل للنفس به سرور وأريحيَّة، ولأمر مَّا كثر في كلامهم، حتى أتوا فيه بكل معنًى رائق، وزيّنوا به خُطبهم وأشعارهم. وفي هذا الباب مباحث: