التعبيرات التي يسمئز منها المستمعون کالالفاظ الفحشية فلو اضطر إلي التعبير عن معانيها فليستعمل بدلها الکنايات.
9- ان تکون مشتملة علي المحسنات البديعية والاستعارات والمجازات و التشبيهات فان هذه کلها لها الاثر الکبير في طراوة الکلام و جاذبيته و حلاوته. ولکن يجب أن يعلم ان الاستعارات و المحسنات و نحوها لا تخلو عن غرابة و بعد علي فهم الناس فلا ينبغي الخروج بها عن حد الاعتدال و ينبغي أن يراعي فيها الاقرب الي طبع العامة و يفضل منها ما هو مطبوع علي المتصنع المتکلف به. و يحسن ان نشبهها بالغرباء في مجالس الاصدقاء فان حضورهم لا يخلو من فائدة ولکنهم لا بد ان يؤثروا ضيقا و انقباضا في نفوس الاصدقاء.
10- ان تکون الجمل مزدوجة موزونة المقاطيع. و معني الوزن هنا ليس الوزن المقصور به في الشعر بل معادلتها علي الوجوه الآتية و هي علي انحاء متفاوتة متصاعدة:
أ- ان تکون مقاطيع الجمل متقاربة في الطول و القصر و ان کانت حروفها و کلماتها غير متساوية مثل قوله: «بکثرة الصمت تکون الهيبة و بالنصفة يکثر المواصلون».
ب- ان يکون عدد کلمات المقاطيع متساوية نحو: «العلم وراثة کريمة والآداب حلل مجددة».
ج- ان تکون الکلمات بالاضافة الي تساويها متشابهة و حروفها متعاولة نحو: «أقوي ما يکون التصنع في اوائله واقوي ما يکون الطبع في أواخره».
د- ان تکون المقاطيع مع ذلک في المد و عدمه متعادلة نحو: «طلب العادة افضل الافکار وکسب الفضيلة انفع الاعمال» فالافکار تعادل الأعمال في المد.