• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 

الإسلام، ولا قوّة إلاّ بالله.

44. وأمّاحقُّ الصَّغيرِ فَرَحْمَتُهُ وتَثْقيفُهُ وتَعْليمُهُ وَالعَفْوُ عنه والسَّتْرُ عليه والرِّفقُ به والمَعُونَةُ له والسَّتْرُ على جَرائِرِ حَداثَتِه; فَإنَّه سَبَبٌ لِلتَّوْبَةِ، وَالمُدارَأَةُ لهُ، وتَركُ مُماحَكَتِه; فَإنَّ ذلِكَ أدْنى لِرُشْدِه، [ ولا قوّة إلاّ بالله] .

45. وأمّا حقُّ السّائل فَإعْطاؤه إذا تَيقَّنتَ صِدْقَه وَقَدَرْتَ عَلى سَدِّ حاجَتهِ وَالدُّعاءُ لَهُ فيما نَزَلَ بِه وَالمُعاوَنَةُ لَهُ على طَلِبَتِه، وإنْ شَكَكْتَ في صِدقِه وسَبَقَتْ إلَيهِ التُّهَمَةُ لَهُ وَلَمْ تَعْزِمْ على ذلكَ لَمْ تَأمَنْ أَنْ يكونَ مِنْ كَيدِ الشَّيطانِ أرادَ أن يَصُدَّكَ عن حَظِّك ويَحولَ بينَكَ وبينَ التَّقَرُّبِ إلى ربِّكَ، فتَرَكْتَه بِسَتْرِه ورَدَدْتَهُ رَدّاً جَميلاً. وإنْ غَلَبتَ نَفْسَكَ في أمْرِه وأعْطَيْتَهُ على ما عَرَضَ في نفْسِكَ مِنْهُ، فَإنَّ ذلكَ مِنْ عَزْمِ الأُمورِ، [ ولا قوّة إلاّ بالله] .

46. وأمّا حَقُّ المسؤُولِ فَـحَـقُّه إن أعْطى قُبِلَ منه ما أعْطى بِالشّكرِ له والمعرِفَةِ لِفَضلِه وطَلَبِ وجْهِ العُذْرِ في مَنْعِه وأحْسِنْ بِهِ الظَّنَّ، وأعْلَم أنـّه إنْ مَنَعَ [فـ ]ـمالَه مَنَعَ، وأنْ لَيْسَ التثرِيبُ في مالِه وَإنْ كانَ ظالِماً فَإنَّ الإنْسانَ لَظَلُومٌ كَفّار، [ ولا قوّة إلاّ بالله ] .

47. وأمّا حقُّ مَنْ سَرَّكَ اللهُ بِه وعَلى يَدَيْهِ، فَإنْ كانَ تَعَمَّدَها لَكَ حَمِدْتَ اللهَ أوَّلاً، ثمَّ شَكَرْتَهُ عَلى ذلك بِقَدْرِه في مَوْضِعِ الجَزاءِ وكافأتَه عَلى فَضْلِ الإِبْتِداءِ وأرْصَدْتَ له المكافَأَةَ، وإنْ لَمْ يَكُنْ تَعَمَّدَها حَمِدْتَ اللهَ وشَكَرْتَه وعَلِمْتَ أنـَّهُ منه تَوَحَّدَكَ بِها وأحْبَبْتَ هذا إذ كانَ سَبَباً مِنْ أسْبابِ نِعَمِ اللهِ عَلَيْكَ وَتَرْجُو لَهُ بَعْدَ ذلِكَ خَيراً، فَإنَّ أسْبابَ النِّعَمِ بَرَكَةٌ حيثُ ما كانَتْ وإنْ كانَ لَمْ يَتَعَمَّدْ، ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ.

48. وأمّا حقُّ مَنْ ساءَكَ القَضاءُ عَلى يَدَيْهِ بقَوْل أو فِعْل فَإنْ كان تَعَمَّدَها كانَ العَفْوُ أولى بِكَ لِما فيهِ له مِنَ القَمْع وحُسْنِ الأَدَبِ مَعَ كَثِيرِ أمْثالِه مِنَ الخَلْقِ; فَإنَّ اللهَ يَقُولُ: (وَلَـمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل ـ إلى قوله ـ : مِنْ عَزْمِ الاُْمُورِ) وقال عزَّ وَجَلَّ: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) هذا في العَمْدِ، فإنْ لَمْ يكُنْ عَمْداً لَمْ تَظْلِمْهُ بِتَعَمُّدِ الانْتِصارِ مِنْه فَتَكونَ قَدْ كافَأتَهُ في تَعَمُّد عَلى خَطَأ، وَرَفِقْتَ بِه، وَرَدَدْتَهُ بِألْطَفِ ما تَقْدِرُ عَلَيْهِ، ولاقوَّةَ إلاّ بِاللّهِ.