• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 

المُهْلَةَ وأبْيَنِ البَيانِ وألْطَفِ اللُّطْفِ ولم تَتَشاغَلْ عَنْ حجَّتِك بمُنازَعَتِه بِالقيلِ وَالقالِ; فَتَذْهَبَ عَنكَ حُجَّتُكَ، ولا يكونَ لكَ في ذلك دَرْكٌ، ولا قوَّة إلاّ بالله.

39. وأمّا حَقُّ المُسْتَشِيرِ فَإِنْ حَضَرَكَ له وجهُ رأي جَهَدْتَ له في النّصيحةِ، وأشَرْتَ عليه بما تَعْلَمُ أنَّك لو كنتَ مَكانَهُ عَمِلْتَ بِه، وذلِكَ لِيَكُنْ مِنْكَ في رَحمة ولين; فَإنَّ اللِّينَ يؤنِسُ الوَحْشَةَ وإنَّ الغلظ يُوحِشُ مَوْضِعَ الاُنْسِ وَإنْ لَمْ يَحْضُرْكَ لَهُ رأيٌ وعَرَفْتَ له مَنْ تَثِقُ بِرَأيِه وتَرْضى بهِ لِنَفْسِكَ دَلَلْتَهُ عَلَيه وأرْشَدْتَه إليه، فكنتَ لَمْ تَألُهْ خَيراً ولَمْ تَدَّخِرْهُ نُصْحاً، ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلاّ بالله.

40. وأمَّا حقُّ المشُيِرِ عَلَيْكَ فَلا تَتَّهِمْه فيما لا يُوافِقُكَ عَلَيْهِ مِنْ رَأيِه إذا أشارَ عَلَيْكَ; فَإنَّما هي الآراءُ وَتَصَرُّفُ النّاسِ فيها وَاخْتِلافُهُمْ. فَكُنْ عَلَيْهِ في رَأيه بِالخِيارِ إذَا اتَّهمتَ رأيَه، فَأمّا تُهْمَتُه فَلا تَجُوز لكَ إذا كان عنِدكَ مِمّن يَسْتَحِقُّ المشاوَرَة ولا تَدَعْ شُكْرَه على ما بدا لَكَ مِنْ إشْخاصِ رَأيِه وحُسْنِ وَجْهِ مَشوُرَتِه، فَإذا وافَقَكَ حَمِدتَ اللهَ وَقبلْتَ ذلِكَ مِنْ أخيكَ بالشُّكْرِ والإرْصادِ بِالمُكافَأةِ في مِثْلِها إنْ فَزِعَ إِلَيْكَ، ولا قُوَّةَ إلاّ بالله.

41. وأمّا حَقُّ المُسْتَنْصِحِ فَإنَّ حَقَّهُ أنْ تُؤَدِّي إلَيْهِ النَّصِيحَةَ عَلىَ الحَقِّ الَّذِي تَرى لَه أَنَّه يَحْمِلُ وَتَخْرُجَ المخَرَجَ الّذي يَلينُ على مَسامِعِه. وَتُكَلِّمَه مِنَ الكَلامِ بما يُطِيقُهُ عَقْلُهُ; فَإنَّ لِكُلِّ عَقْل طَبَقَةً مِنَ الكَلامِ يَعْرِفُهُ وَيَجْتَنِبُه وَلْيَكُنْ مَذْهَبُكَ الرَّحْمَةَ، ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ.

42. وأمّا حَقُّ النّاصِحِ فَأنْ تُلِينَ لَهُ جَناحَكَ، ثمَّ تَشْرَئِبَّ لَهُ قَلْبَكَ وتَفْتَحَ له سمعَكَ; حتّى تَفْهَمَ عنه نَصيحَتَه، ثُمَّ تَنْظُرَ فيها، فَإِنْ كانَ وُفِّقَ فيها للِصَّوابِ حَمِدتَ اللهَ عَلى ذلِكَ وقَبِلتَ منه وعَرَفْتَ له نَصيحَته وإن لم يَكُنْ وُفِّقَ لَها فيها رَحِمْتَهُ، ولم تَتَّهِمْهُ وَعِلمْتَ أ نـَّه لم يَألـُكَ نُصْحاً إلاّ أنـّه أخْطَأ. إلاّ أنْ يَكُونَ عِندَكَ مُسْتَحِقاً للتّهمة، فَلا تعبأ بِشَيء مِنْ أمْرِه على كُلِّ حال، ولا قوَّة إلاّ بالله.

43. وأمّا حقُّ الكبيرِ فَانَّ حَقَّه تُوقيرُ سِنّه وإجلالُ إسلامِه إذا كانَ مِنْ أهْلِ الفَضْلِ في الإسلامِ بِتَقْدِيمِه فيه وتَركِ مقابَلَتِه عندَ الخِصامِ ولا تَسْبِقهُ إلى طَريق ولا تَؤُمَّه في طريق ولا تَسْتَجْهِلْهُ وإنْ جَهِلَ عليك تَحَمَّلْتَ وأَكْرَمْتَهُ بِحَقِّ إسْلامِه مَعَ سِنّه; فَإنَّما حَقُّ السِّنِّ بِقَدْرِ