• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 

في بَيْتِكَ مُهْتَـمّـاً لِذلِكَ لَمْ تَكُنْ لِلّهِ في أَمْرِه مُتَّهماً وَعَلِمْتَ أ نـَّه نعمةٌ مِن اللهِ عَلَيْكَ لا شَكَّ فيها، فَأَحْسِنْ صُحْبَةَ نِعْمَةِ اللهِ بِحَمْدِ اللهِ عَلَيْها عَلى كُلِّ حال، وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ.

29. وأَمّا حَقُّ إمامِكَ في صَلاتِكَ فَأنْ تَعْلَمَ أنـّهُ قَدْ تَقَلِّدَ السِّفارَةَ فيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ وَالوِفادَةَ إلى رَبِّكَ، وتَكَلَّمَ عَنْكَ، وَلَمْ تَتَكَلَّمْ عَنْهُ، وَدَعا لَكَ وَلَمْ تَدْعُ لَه، وَطلَبَ فيكَ ولَمْ تَطْلُبْ فيهِ، وَكَفاكَ هَمَّ المقامِ بينَ يَدَي اللهِ والمُساءَلَةِ لَه فيكَ ولَمْ تَكْفِه ذلِك. فإن كانَ في شَيء من ذلِكَ تقصِيرٌ كانَ به دوُنَكَ، وإن كانَ آثِماً لَمْ تَكُنْ شَرِيكَهُ فيهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عليكَ فَضْلٌ، فَوقى نَفْسَكَ بِنَفْسِه ووَقى صَلاتَكَ بِصَلاتِه، فَتَشْكُرَ لَهُ عَلى ذلِكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ.

30. وأمّا حَقُّ الجَلِيسِ فَأَنْ تُلِينَ لَهُ كَنَفَكَ وتُطيِبَ لَهُ جانِبَكَ وتُنْصِفَه في مُجاراةِ اللَّفْظِ وَلا تُغْرِقَ في نَزْعِ اللَّحْظِّ إذا لَحَظْتَ، وَتَقْصُدَ في اللَّفْظِ إلى إِفْهامِه إذا لَفَظْتَ وإن كنتَ الجَلِيسَ إليهِ كنتَ في القيامِ عَنْهُ بِالخِيارِ، وإنْ كانَ الجالِسَ إِلَيْكَ كان بِالخيار، ولا تَقُومُ إلاّ بإذنه ولا قُوَّة إلاّ بِالله.

31. وأمّا حقُّ الجارِ فَحِفْظُهُ غائِباً وكَرامَتُهُ شاهِداً ونُصْرَتُهُ ومَعُونَتُهُ في الحالَيْنِ جَميعاً، لا تَتَبَّعْ لَهُ عَوْرَةً وَلا تَبْحَثْ لَهُ عَنْ سَوءَ[ة] لِتَعْرِفَها، فَإنْ عَرَفْتَها مِنْهُ عن غير إرادة مِنْكَ ولا تَكَلُّف كنتَ لِـما عَلِمْتَ حِصْناً حَصِيناً وَسِتراً سَتِيراً، لو بَحَثَتِ الأَسِنَّةُ عَنْهُ ضَميراً لَمْ تَتَّصِلْ إِلَيْه لاِنْطوائِه عَلَيْهِ. لا تَسْتَمِعْ عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَم. لا تُسَلِّمْهُ عِنْدَ شَدِيدَة ولا تَحْسُدْهُ عِنْدَ نِعْمَة. تُقِيلُ عَثْرَتَهُ وتَغْفِرُ زَلَّتَهُ. ولا تَدَّخِرْ حِلْمَكَ عَنْه إذا جَهِلَ عليكَ ولا تَخْرُجْ أنْ تَكُونَ سِلْماً لَه. تَرُدُّ عَنْهُ لِسانَ الشَّتيمَةِ وتَبْطُلُ فيه كَيْدَ حامِل النَّصيحَةِ وتُعاشِرُهُ مُعاشَرَةً كَرِيمةً ولا حَوْلَ ولا قُوَّة إلاّ بالله.

32. وأمّا حقُّ الصّاحِبِ فَأنْ تَصْحَبَهُ بِالفَضْلِ ما وَجَدْتَ إليه سَبيلاً وإلاّ فَلا أقلَّ مِنَ الإنْصافِ. وأنْ تُكْرِمَهُ كما يُكْرِمُكَ وتَحْفَظَهُ كما يَحْفَظُكَ ولا يَسْبِقَكَ فيما بَيْنَكَ وبَيْنَهُ إلى مَكْرَمَة، فإنْ سَبَقَكَ كافَأتَهُ. ولا تُقَصِّرَ به عَمّا يَسْتَحِقُّ مِنَ المَوَدَّة. تُلْزِمُ نَفْسَكَ نَصيحَتَه وحِياطَتَه ومُعاضَدَتَه عَلى طاعَة رَبِّه ومعَونَتِه على نَفْسِه فيما لا يَهُمُّ مِنْ مَعْصِيَةِ رَبِّه، ثُمَّ تَكُونُ [عَلَيْهِ ]رَحْـمَـةً ولا تَكُونُ عَلَيْهِ عَذاباً، وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ.