• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 

المُعْذِرِ إلى رَبِّه فيما بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ بِحُسْنِ القِيامِ عَلَيْهِ والأَخْذِ لَهُ مِنْهُ، وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ.

24. وأمّا حقُّ أخِيكَ فَتَعْلَمَ أ نـَّه يدُكَ الَّتي تَبْسُطُها وظَهْرُكَ الّذِي تَلْتَجِيءُ إِلَيْهِ وعِزُّكَ الّذي تَعْتَمِد عليه وقوَّتُكَ الّتي تَصُولُ بها، فلا تَتَّخِذه سِلاحاً على معصيةِ اللهِ ولا عُدِّةً لِلظّلم بِحَقِّ الله، ولا تَدَعْ نُصْرَتَه على نفسِه ومعونَتَه على عَدُوِّه والحَوْلَ بَيْنَهُ وبينَ شَياطينِه وتأدِيَةَ النَّصِيَحِة إليه والإقبالَ عليه في الله، فإنِ انْقادَ لِرَبِّه وأحْسَنَ الإجابَةَ لَه وإلاّ فَلْيَكُنِ اللهُ آثَرَ عِنْدَكَ وأكْرَمَ عَلَيْكَ منه.

25. وأمّا حقُّ المُنْعِمِ عَلَيْكَ بِالوَلاءِ فأنْ تَعْلَمَ أ نـَّه أنْفَقَ فيكَ مالَه وأخْرَجَكَ من ذُلِّ الرِّقِّ وَوَحْشَتِه إلى عِزِّ الحُرِّيّةِ وَأُنْسِها وأطْلَقَكَ مِنْ أسْرِ المِلْكَةِ وفَكَّ عَنْكَ حِلَقَ العُبُودِيَّةِ وأوْجَدَكَ رايحَةَ العِزِّ وأخْرَجَكَ مِنْ سِجْنِ القَهْرِ ودَفَعَ عَنْكَ العُسْرَوَ بَسَطَ لَكَ لِسانَ الإنْصافِ وأباحَكَ الدُّنيا كلَّها، فَمَلَّكَكَ نَفْسَكَ وحَلَّ أسْرَكَ وفَرَّغَكَ لِعِبادَةِ رَبِّكَ واحْتَمَلَ بذلك التّقصيرَ في مالِه. فَتَعْلَمَ أ نـَّه أوْلَى الخَلْقِ بِكَ بَعْد أُولي رَحِمِكَ في حياتِكَ ومَوْتِكَ وَأحَقُّ الخَلْقِ بِنَصْرِكَ ومَعْونَتِكَ ومُكانَفَتِكَ في ذاتِ اللهِ، فلا تُؤثِرْ عَلَيه نَفْسَكَ مَا احْتاجَ إلَيْكَ، [ ولا قوّة إلاّ بالله] .

26. وأمّا حقُّ مَوْلاكَ الجارِيَةِ عَلَيْهِ نِعْمَتُكَ فَأنْ تَعْلَمَ أنَّ اللهَ جَعَلَكَ حامِيَةً عَلَيه وواقِيَةً ناصِراً ومَعْقِلاً وجَعَلَهُ لَكَ وَسِيلَةً وسبباً بَيْنَكَ وبينَه، فَبِالْحَرِيِّ أنْ يَحْجُبَكَ عَنِ النّارِ، فَيَكُونُ في ذلِكَ ثَوابٌ مِنْهُ في الآجِلِ وَيَحْكُمُ لَكَ بِميراثِه في العاجِلِ إذا لَمْ يَكُنْ لَهُ رَحِمٌ مُكافَأةً لِما أنْفَقْتَهُ مِنْ مالِكَ عَلَيه وقُمْتَ بِه مِنْ حَقِّه بَعْدَ إنْفاقِ مالِكَ، فإنّ لَمْ تَقُمْ بِحَـقِّه خيفَ عليكَ أنْ لا يَطيبَ لَكَ مِيراثُه. ولا قوَّة إلاّ بالله.

27. وأمّا حقُّ ذي المَعْروفِ عَلَيْكَ فَأن تَشْكُرَهُ وَتَذكُرَ مَعْرُوفَهُ وتَنْشُرَ لَهُ المَقالَةَ الحَسَنَةَ وتُخلِصَ لَهُ الدُّعاءَ فيما بَيْنَكَ وبينَ اللهِ سبحانَه، فإنّكَ إذا فَعَلْتَ ذلكَ كنتَ قد شَكَرْتَه سِرّاً وعلانِيَةً. ثُمَّ إنْ أمْكَنَ مكافَأتُهُ بِالفِعْلِ كافَأْتَهُ وَإِلاّ كُنْتَ مُرْصِداً لَهُ مُوَطِّناً نفسَكَ عَليها، [ ولا قوّة إلاّ بالله] .

28. وأمّا حقُّ المُؤَذِّنِ فَأنْ تَعْلَم أ نـَّه مُذَكِّرُكَ بِرَبِّكَ وداعيكَ إلى حظِّكَ وَأَفْضَلُ أعوانِكَ عَلى قَضاءِ الفَرِيضةِ الّتِي افْتَرَضَها اللهُ عَلَيْكَ، فَتَشْكُرَهُ عَلى ذلِكَ شُكْرَكَ لِلْمُحْسِن إلَيْكَ. وإنْ كنتَ