قبل ثبوتها العينيّ الخاصّ بها.
الفصل الثاني عشر: في العناية و القضاء و القدر
ذکروا أنّ من مراتب علمه (تعالي) العناية و القضاء و القدر لصدق کلّ منها بمفهومه الخاصّ علي خصوصيّة من خصوصيّات علمه (تعالي).
أمّا العناية: و هي کون الصورة العلميّة علّة موجبة للمعلوم الذي هو الفعل فإنّ علمه التفصيليّ بالأشياء و هو عين ذاته علّة لوجودها بماله من الخصوصيّات المعلومة فله (تعالي) عناية بخلقه.
و أمّا القضاء: فهو بمفهومه المعروف جعل النسبة التي بين موضوع و محموله ضروريّة موجبة فقول القاضي مثلاً في قضائه فيما إذا تخاصم زيد و عمر و في مال أو حقّ و رفعا إليه الخصومة و النزاع و ألقيا إليه حجّتهما : «المال لزيد و الحقّ لعمر و» إثبات المالکيّة لزيد و إثبات الحقّ لعمر و إثباتاً ضروريّاً يرتفع به التزلزل و التردّد الذي أوجده التخاصم و النزاع قبل القضاء و فصل الخصومة و بالجملة قضاء القاضي إيجابه الأمر إيجاباً علميّاً يتبعه إيجابه الخارجيّ إعتباراً.