و أشرف، من قبيل وجدانِ العلّة کمالَ المعلول، مع ما بينهما من المباينة الموجبة، لا متناع الحمل.
و هذا هو المراد بقولهم: «بسيط الحقيقة کلّ الأشياء»، والحمل حمل الحقيقة و الرقيقة دون الحمل الشائع.
وقد تبيّن بما تقدّم أنّ الواجب لذاته تمام کلّ شيء.
الفصل الخامس: في توحيد الواجب و أنّه لا شريک له في وجوب الوجود
قد تبيّن في الفصول السابقة، أنّ ذات الواجب لذاته عين الوجود الذي لا ماهيّة له و لا جزء عدميّ فيهء فهو صِرْف الوجود، صِرْف الشيء واحد بالواحدة الحقّة التي لا تتثنّي و لا تتکرّر، إذ لا تتحقّق کثرة إلّا بتميّز آحادها، باختصاص کلّ منها بمعنيً لا يوجد في غيره، و هو ينافي الصرافة، فکلّ ما فرضت له ثانياً عاد أوّلاً، فالواجب لذاته واحد لذاته، کما أنّه موجود بذاته واجب لذاته، وهو المطلوب. ولعلّ هذا هو مراد
الشيخ بقوله في
التعليقات: «وجود الواجب عين هويّته، فکونه موجوداًً عين کونه هو، فلا يوجد وجود الواجب لذاته لغيره»- إنتهي.
برهان آخر: لو تعدّد الواجب بالذات، کأن يفرض واجبان بالذات وکان