الثاني : ما يلزم من عدمه العدم
الشرط في اصطلاح النحاه و أهل المعقول
ملخص ما ذکرنا
ثمّ قد يتجوّز في لفظ« الشرط» بهذا المعنى فيطلق على نفس المشروط،كالخلق بمعنى المخلوق،فيراد به ما يلزمه الإنسان على نفسه.
الثاني:ما يلزم من عدمه العدم من دون ملاحظة أنّه يلزم من وجوده الوجود أو لا،و هو بهذا المعنى اسمٌ جامدٌ لا مصدرٌ،فليس فعلاً لأحدٍ
1 ،و اشتقاق« المشروط» منه ليس على الأصل ك« الشارط» و لذا ليسا بمتضايفين في الفعل و الانفعال،بل« الشارط» هو الجاعل و« المشروط» هو ما جعل له الشرط،ك« المسبّب» بالكسر و الفتح المشتقّين من« السبب».
فعُلم من ذلك:أنّ« الشرط» في المعنيين نظير« الأمر» بمعنى المصدر و بمعنى« الشيء».
و أمّا استعماله في ألسنة النحاة على الجملة الواقعة عقيب أدوات الشرطفهو اصطلاحٌ خاصٌّ مأخوذٌ من إفادة تلك الجملة لكون مضمونها شرطاً بالمعنى الثاني،كما أنّ استعماله في ألسنة أهل المعقول و الأُصول في« ما يلزم من عدمه العدم و لا يلزم من وجوده الوجود» مأخوذٌ من ذلك المعنى،إلّا أنّه أُضيف إليه ما ذكر في اصطلاحهم مقابلاً للسبب.
فقد تلخّص ممّا ذكرنا:أنّ للشرط معنيين عرفيّين،و آخرين اصطلاحيّين لا يحمل عليهما الإطلاقات العرفيّة،بل هي مردّدة بين الأُوليين،فإن قامت قرينةٌ على إرادة المصدر تعيّن الأوّل،أو على إرادة الجامد تعيّن الثاني،و إلّا حصل الإجمال.