حدالتلقي اربعه فراسخ
هل الحدداخل في المحدود ام خارج عنه ؟
ثمّ إنّ حدّ التلقّي أربعة فراسخ،كما في كلام بعض1 .و الظاهر أنّ مرادهم خروج الحدّ عن المحدود؛ لأنّ الظاهر زوال المرجوحيّة إذا كان أربعة فراسخ.و قد تبعوا بذلك مرسلة الفقيه.
و روى:« أنّ حدّ التلقّي روحة،فإذا بلغ إلى أربعة فراسخ فهو جَلب»
2 ،فإنّ الجمع بين صدرها و ذيلها لا يكون إلّا بإرادة خروج الحدّ عن المحدود.كما أنّ ما في الرواية السابقة:أنّ حدّه« ما دون غدوة أو روحة»
3 محمولٌ على دخول الحدّ في المحدود.
لكن قال في المنتهي:حدَّ علماؤنا التلقّي بأربعة فراسخ،فكرهوا التلقّي إلى ذلك الحدّ،فإن زاد على ذلك كان تجارةً و جلباً،و هو ظاهرٌ،لأنّ بمضيّه و رجوعه يكون مسافراً،و يجب عليه القصر فيكون سفراً حقيقيّا إلى أن قال: و لا نعرف بين علمائنا خلافاً فيه
4 ،انتهى.
و التعليل بحصول السفر الحقيقي يدلّ على مسامحة في التعبير،و لعلّ الوجه في التحديد بالأربعة:أنّ الحصول
5 على الأربعة بلا زيادة و نقيصة نادر،فلا يصلح أن يكون ضابطاً لرفع الكراهة؛ إذ لا يقال:إنّه وصل إلى الأربعة إلّا إذا تجاوز عنها و لو يسيراً.