الفرقبين الوجه الثاني و الثالث
حاصلالفرق
و الفرق بين هذا الوجه و الوجه الثاني كما حقّقه في جامع المقاصد بعد التمثيل للثاني بما إذا فرّق الصيعان،و قال:بعتك أحدها-:أنّ المبيع هناك1 واحدٌ من الصيعان المتميّزة المتشخّصة غير معيّنٍ2 ،فيكون بيعه مشتملاً على الغرر.و في هذا الوجه أمر كليٌّ غير متشخّصٍ و لا متميّزٍ بنفسه،و يتقوّم بكلّ واحدٍ من صيعان الصبرة و يوجد به؛ و مثله ما لو قسّم الأرباع و باع ربعاً منها من غير تعيين.و لو باع ربعاً قبل القسمة صحّ و تنزّل على واحدٍ منها مشاعاً؛ لأنّه حينئذٍ أمر كلي ٌّ . فإن قلت :المبيع في الأُولى أيضاً أمر كليٌّ.قلنا:ليس كذلك،بل هو واحدٌ من تلك الصيعان المتشخّصة،مبهم بحسب صورة العبارة،فيشبه الأمر الكليّ،و بحسب الواقع جزئيٌّ غير معيّن و لا معلوم.و المقتضي لهذا المعنى هو تفريق الصيعان،و جعل كلّ واحد منها3 برأسه،فصار إطلاق أحدها منزَّلاً على شخصيٍّ غير معلوم،فصار كبيع أحد الشياه و أحد العبيد.و لو أنّه قال:بعتك صاعاً من هذه شائعاً في جملتها،لحكمنا بالصحّة4 ،انتهى.
و حاصله:أنّ المبيع مع الترديد جزئيٌّ حقيقيٌّ،فيمتاز عن المبيع الكليّ الصادق على الأفراد المتصوّرة في تلك الجملة.