صور تأخّر الحادث
1 ـ إذا لوحظ تأخّر الحادث بالقياس إلي ما قبله من أجزاء الزمان
على العمل به من باب الاخبار لوازمه العقلية ، فلو ترتب على حدوث موت زيد في يوم الجمعة لا على مجرد حياته قبل الجمعة حكم شرعي لم يترتب على ذلك .
نعم لو قلنا باعتبار الاستصحاب من باب الظن أو كان اللازم العقلي من اللوازم الخفية جرى فيه ما تقدم ذكره آنفا . و تحقيق المقام و توضيح : أن تأخر الحادث قد يلاحظ بالقياس إلى ما قبله من أجزاء الزمان ، كالمثال المتقدم . فيقال : الاصل عدم موت زيد قبل الجمعة فيترتب عليه جمكيع أحكام ذلك العدم لا أحكام حدوثه يوم الجمعة ، إذ المتيقن بالوجدان تحقق يوم الجمعة لا حدوثه ،
إلا أن يقال : إن الحدوث هو الوجود المسبوق بالعدم . و إذا ثبت بالاصل عدم شيء سابقا و علم بوجوده بعد ذلك . فوجوده المطلق في الزمان اللاحق إذا إنضم إلى عدمه قبل ذلك الثابت بالاصل تحقق مفهوم الحدوث ، و قد عرفت حال الموضوع الخارجي الثابت أحد جزئي مفهومه بالاصل . (667)
و مما ذكرنا يعلم انه لو كان الحادث مما نعلم بارتفاعه بعد حدوثه فلا يترتب عليه أحكام الوجود في الزمان المتأخر أيضا ، لان وجوده مساو لحدوثه . نعم يترتب عليه أحكام وجوده المطلق في زمان من الزمانين .
كما إذا علمنا أن الماء لم يكن كرا قبل الخميس ،