أصالة الصحّة في الأقوال
(731)
بقي الكلام في أصالة الصحة في الاقوال و الاعتقادات أما الاقوال ، فالصحة فيها تكون من وجوه : الاول : من حيث كونه حركة من حركات المكلف ، فيكون الشك من حيث كونه مباحا أو محرما . و لا إشكال في الحمل على الصحة من هذه الحيثية .
الثاني : من حيث كونه كاشفا عن مقصود المتكلم . و الشك من هذه الحيثية يكون من وجوه : أحدها : من جهة أن المتكلم بذلك القول قصد الكشف بذلك عن معنى أم لم يقصد ، بل تكلم به من قصد لمعنى . و لا إشكال في أصالة الصحة من هذه الجهة بحيث لو إدعى كون المتكلم لغوا أو غلطا لم يسمه منه .
الثاني : من جهة أن المتكلم صادق في اعتقاده و معتقد لمؤدى ما يقوله أم هو كاذب في هذا التكلم في اعتقاده . و لا إشكال في اصالة الصحة هنا أيضا .
فإذا أخبر بشيء جاز نسبة اعتقاد مضمون الخبر إليه ، و لا يسمع دعوى أنه معتقد لما يقوله . و كذا إذا قال ( إفعل كذا ) جاز أن يسند إليه أنه طالبه في الواقع ، لا أنه مظهر للطلب صورة لمصلحة كالتوطين أو لمفسدة . و هذان الاصلان مما قامت عليهما السيرة القطعية مع إمكان إجراء ما سلف من أدلة تنزيه فعل