• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

بمفادها كما لا يخفي.

قال العلاّمة الطباطبائي ـ قدّس سرّه ـ: «إنّ الإمام وقف علي حقايق العالم، كيف ما كان بإذنه تعالي سواء كانت محسوسة أو غير محسوسة، كالموجودات السماوية والحوادث الماضية و الوقايع الآتية، و تدلّ علي ذلك الروايات المتواترات المضبوطة في الكافي و بصائر الدرجات و بحار الأنوار و غيرها» (1).

الرابع:

أنّ ما أشار إليه المصنف في قوله من أنّ الحدس الّذي ربّما يتفق في الإنسان غايته هو الإلهام علي ما قرّره الفلاسفة المتقدمون لعلّه إشارة إلي ما قرّره صدر المتألهين في الأسفار في معني الحدس و الذكاء حيث قال: و منها الحدس و لاشك في أنّ الفكر لايتم إلاّ بوجدان شيء متوسط بين طرفي المجهول لتصير النسبة المجهولة معلومة، و كذا ما يجري مجراه في باب الحدود للتصور، لما تقرّر أنّ الحدّ و البرهان متشاركان في الأطراف و الحدود،‌ و النفس حال كونها جاهلة كأنّها واقعة في ظلمة ظلماء، فلابد من قائد يقودها أو روزنة يضيء لها موضع قدمها، و ذلك الموضع هو الحد المتوسط بين الطرفين، وتلك الروزنة هو التحدس بذلك دفعة، فاستعداد النفس لوجدان ذلك المتوسط بالتحدس هو الحدس، و منها الذكاء و هو شدة هذا الحدس و كماله و بلوغه القصوي هو القوّة القدسيّة الّتي وقع في وصفها قوله تعالي: «يكاد زيتها يضيء ولو لم تسسه نار» و ذلك لأنّ الذكاء و هو الامضاء في الاُمور، و سرعة القطع بالحق، و أصله من ذكت النار و ذكي الذبح و شاة مذكّاة أي يدرك ذبحها بحدة السكين (2)، ولا يخفي عليك أنّ أنواع الإلهام لا تنحصر في الحدس و الذكاء لإمكان الإفاضات بدون ذلك كما أشرنا إليه، و كيف كان فمما ذكر يظهر أنّ علومهم لا تنحصر في

1) بحثي كوتاه در باره علم امام: ص34.
2) الاسفار: ج3 ص 516.