• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

إذا شاء آن يعلم علم (1)، أو أنّ الإمام يري من خلفه كما يري من بين يديه،‌ و غير ذلك. و كيف كان فلا يخفي عليك أنّه لا وجه لعدم ذكر النوع الأخير في كلام المصنف.

الثالث:

في مقدار علم الأئمة ـ عليهم السّلام ـ و أنّي لنا بهذا مع أنّ الأئمة فاقوا فيه الأوّلين و الآخرين بعد رسول الله ـ صلّي الله عليه و آله ـ و بلغوا فيه إلي حدٍّ لا يحتاج أحد إلي شيء من اُمور دينه و دنياه و سعادته و آخرته إلاّ كان علمه عندهم ولهم الجواب، و هم الدعاة إلي سبيل الخير و السعادة الواقعية، وقد أرشدوا الناس طيلة حياتهم إلي الحياة الطيبة، ولم يعطلوا في قبال سؤال ولو لم يكن من الاُمور الدينيّة، كما تشهد لذلك الأسئلة المختلفة الّتي جاءت إليهم من الموافقين و المخالفين و الملحدين، فأجابوها بأمتن الجواب و أحسنه.

ولهم الاشراف علي الاُمور حتي النيّات و الأعمال، و علي ما وقع، و علي ما يقع، و علي منطق الطيور، و علي ما يحتاج إليه الجن و غيرهم. ولابدّ أن أقول: كيف أقول في وصفكم و ثنائكم أئمتي الأبرار، مع ما في لساني الكالّ من اللكنة، وما في ذهني الفاتر من القصور، بل الأحسن أن أكتفي بما قلتم أنتم في وصفكم: (كلامكم نور و أمركم رشد، و وصيتكم التقوي و فعلكم الخير، و عادتكم الإحسان و سجيتكم الكرم، و شأنكم الحقّ و الصدق و الرفق، و قولكم حكم و حتم، و رأيكم علم و حلم و حزم، إن ذكر الخير كنتم أوّله و أصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه، بأبي أنتم و اُمس و نفسي، كيف أصف حسن ثنائكم، و اُحصي جميل بلائكم؟ و بكم أخرجنا الله من الذلّ و فرّج عنا غمرات الكروب،‌ و أنقذنا من شفا جرف الهلكات و من النار، بأبي أنتم و اُمي و نفسي بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا، و أصلح ما كان فسد من دنيانا، و بموالاتكم

1) الاُصول من الكافي: ج1 ص258.