• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكون و يشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصور التي كانت في الدنيا» (1) فالحياة الرزخية مسلمة لا مجال للتشكيك فيها.

الرابع:

أنّ حقيقة الموت ليست هي الانعدام والفناء، بل هي انقطاع ارتباط الأرواح مع الأبدان، والانتقال من الحياة الدنيويّة إلي الحياة البرزخية، وقد عرفت قيام الأخبار المتواترة جداً علي بقاء الأرواح بعد الموت، و وجود الحياة البرزخية، و إليه يشير ما عن مولانا أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ: «أيّها الناس إنّا خلقنا و إيّاكم للبقاء لا للفناء، ولكنكم من دار تنقلون، فتزودوا لما أنتم صائرون إليه و خالدون فيه، والسلام» (2).

وما عن الحسن بن علي ـ عليهما السَّلام ـ حيث سئل: «ما الموت الذي جهلوه؟ أنّه قال: أعظم سرور يرد علي المؤمنين إذا نقلوا عن دار النكد إلي نعيم الأبد، و أعظم ثبور يرد علي الكافرين إذا نقلوا عن جنّتهم إلي نار لا تبيد ولا تنفد» (3).

وما عن علي بن الحسين ـ عليهما السَّلام ـ أنّه قال: «لما أشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب، نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم، لأنّهم كلّما اشتد الأمر تغيّرت ألوانهم، وارتعدت فرائصهم، و وجلت قلوبهم، وكان الحسين ـ صلوات الله عليه ـ و بعض من معه من خصائصهم تشرق ألوانهم، وتهدأ جوارحهم، و تسكن نفوسهم، فقال بعض لبعض: انظروا لا يبالي بالموت، فقال لهم الحسين ـ عليه السَّلام ـ:

صبراً بني الكرام فما الموت إلاّ قنطرة يعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلي

1) بحار الأنوار: ج6 ص270.
2) بحار الأنوار: ج73 ص96.
3) بحار الأنوار: ج6 ص154.