• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

إلي بدنه المذكور، فالمراد به حينئذٍ هو الآخرة، وقد يستعمل المعاد بمعناه المصدري من عاد يعود عوداً و معاداً، فالمراد به هو عودة الأرواح إلي أبدانها هذا كلّه بناء علي بقاء الروح وانفكاكه عن البدن بالموت كما هو المختار، و أمّا بناء علي اتحاده مع البدن و فنائه بالموت، فالمراد من المعاد حينئذٍ هو الوجود الثاني للأجسام و الأبدان وإعادتها بعد موتها و تفرّقها، و كيف كان فقد استعمل المعاد في القرآن الكريم، ولكن لم يعلم أنّ المقصود منه هو المعاني الاصطلاحية المذكورة لإحتمال أن يكون المقصود منه محل عود النبي إليه و هو مكّة «إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلي معاد» (1).

و أمّا كلمة الميعاد فهي مستعملة في يوم القيامة، ولكنّه ليست من العود بل هي من الوعد «ربّنا إنّك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إنّ الله لا يخلف الميعاد» (2).

نعم شاع استعماله في كلمات المتشرعة، بل في الآثار و الأخبار، و منها ما ورد عن مولانا أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ: «فاتقوا الله تقية من سمع فخشع ـ إلي أن قال ـ: و أطاب سريرة و عمّر معاداً و استظهر زاد اليوم ليوم رحيلة» (3).

ومنها ما جاء في بعض الأدعية: «اللّهم صلّ علي محمَّد و آل محمَّد أهل الذكر الذين اُمرت بمسألتهم و ذوي القربي الذين اُمرت بمودّتهم و فرضت حقّهم و جعلت الجنة معاد من اقتصّ آثارهم» (4).

الثاني:

أنّ الإنسان الحي ليس بدناً محضاً ولا روحاً محضاً، بل هو مركب من الروح والبدن، والروح و إن لم يعلم حقيقته، ولكن يعلم أنّه غير البدن وقابل

1) القصص: 85.
2) آل عمران: 9.
3) نهج البلاغة فيض الاسلام: ج1 ص178، الخطبة 82.
4) مفاتيح الجنان: أعمال يوم الغدير.