• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

تاسعها:

أنّ الارتباط مع الإمام الثاني عشر ـ عليه السَّلام ـ صار منقطعاً من زمن الغيبة الكبري؛ إذ لا يكون له محل معلوم حتي نرجع إليه، أو نسال عنه، أو نتصل معه و نراه، أو نكتب إليه و نأخذ الجواب، ولكن المنقطع هو بعض الأنواع من الارتباط الذي كان مألوفاً بينه و بين الشيعة، وبقي أنواع اُخر، و هو أنّه ـ عليه السَّلام ـ يرانا ولا نراه إلاّ إذا يرينا نفسه و يحضر بعض مجالسنا، و يزور الحسين و سائر الأئمة ـ عليهم السَّلام ـ و يحجّ و يحضر المواسم، و يجيب بعض من يليق لجوابه، و ينظر إلي أعمال الشيعة و خواصّه، و يسّر من حسناتهم، و يغضب من سيئاتهم، و يعين و كلاءه العامّة بالدعاء و الإرشاد و التصرّف في قلوبهم، و يشرف علي أحوال الشيعة، فإذا اتصلوا إليه بالدعاء للفرج و التوسل والاستشفاع به أقبل عليهم و يدعو لهم، و يطلب من الله تعالي أن يقضي حوائجهم، وقد ورد في توقيعه ـ عليه السَّلام ـ إلي أن قال ـ: الشيخ المفيد: إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء (1).

و هذه الارتباطات معلومة واضحة، لمن أمعن النظر في جوامع الحديث و الحكايات الواردة‌ في هذه الاتصالات، و ليست هي بقليلة طيلة الغيبة الكبري؛ إذ كثير جداً من رآه و من استشفي به فأشفاه، و من استجاب منه فأجاب، وقد ثبت عندي مع قلة اطلاعي جملة من ذلك في عصري، وما إليه قريب.

منها: أنّه ـ عليه السَّلام ـ حضر لإقامة صلاة الميت عي اُم بعض أصدقاء أبي ـ رحهما الله ـ بعد تشييعها و تجهيزها في صحن ابن بابويه ـ قدّس سرّه ـ في الري.

و منها: أنّه حضر في مجلس دعاء الندبة الذي كان يقيمه الشيخ الزاهد

1) مكيال المكارم: ج1 ص44.