• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

ما قلناه، و أخبروا بما يتفق في هذه الحال، وما للمؤمن من الثواب علي الصبر علي ذلك، والتمسك بدينه إلي أن يفرّج الله (تعالي) عنهم» (1).

سابعها:

أن جميع أبعاد وجود الإمام لطف فوجوده في نفسه مع قطع النظر عن سائر أبعاد لطف؛ لأنّه وجود إنسان كامل في النظام الأحسن، و هو مما يقتضيه علمه تعالي به و رحمته المطلقة و كماله المطلق، هذا مضافاً إلي أنّ مقتضي تماميّة الفاعل و قابلية القابل كما هو المروض في وجود أئمتنا ـ عليهم السَّلام ـ هو لزوم وجودهم و إلاّ لزم الخلف، إمّا في تمامية الفاعل أو قابلية القابل، و الأوّل محال لعدم العجز و النقصان و البخل فيه تعالي، والثاني خلاف المفروض فإنّ قابلية الأئمة ـ عليهم السَّلام ـ لكمال الإنسانية واضحة و بديهية عند الشيعة الإمامية و في لسان الأخبار فتدوم الخلافة الإلهية بوجودهم، كما دلّ في قوله تعالي: «إنّي جاعل في الأرض خليفة» علي استمرار هذه الخلافة الإلهية، و لذا استدل الإمام الصادق و الإمام الكاظم ـ عليهما السَّلام ـ في موثقة اسحاق بن عمّار علي استمرار الخلافة و عدم انقطاعها بقوله تعالي: «إنّي جاعل في الأرض خليفة» و قالا: و أنّ الله عزّوجلّ إذا قال قولاً وفي به (2). و يؤيده ما ورد في الحديث القدسي عنه تعالي أنّه قال: «كنت كنزاً مخفيّاً فأحببت أن اُعرف، فخلقت الخلق لكي اُعرف» (3)؛ إذ يعلم منه أنّ الباعث علي إيجاد الإنسان هو المعرفة الكاملة به تعالي، فليكن في كلّ وقت فرد بين آحاد الإنسان يعرفه كما هو حقّه، ولا يحصل ذلك في غير النبيّ و الإمام، فلابدّ من وجود النبيّ أو الإمام بين الناس حتّي تحصل المعرفة الكاملة به تعالي كما هو حقه.

و لعلّ إليه ترجع الروايات الدالّة علي أنّه لولا محمَّد و آله ـ عليهم السَّلام ـ لما

1) بحار الأنوار: ج52 ص100.
2) تفسير نور الثقلين: ج1 ص42 نقلاً عن الكافي.
3) مصابيح الأنوار: ج2 ص405.