• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

الخاصّة، و وجه ذلك: ما عرفت من ظهور الكرامات و المعجزات علي أيديهم بحيث يكشف عن صلتهم مع الإمام الثاني عشر أرواحنا فداه.

هذا مضافاً إلي ما ورد في وثاقتهم و جلالتهم، و كيف كان فقد تمهّدت جامعة الشيعة بعد مضيّ زمان النوّاب الأربعة أن تصطبر لطيلة الغيبة الكبري لإمامها الثاني عشر ـ أرواحنا فداه ـ حتّي يظهر بإذن الله تعالي.

سادسها:

أنّ السبب في الغيبة ليس من ناحية الله تعالي ولا من ناحية الإمام الثاني عشر ـ عليه السَّلام ـ لأنّ كمال لطفه تعالي يقتضي ظهور وليّه، كما أنّ مقتضي عصمة الإمام الثاني عشر ـ أرواحنا فداه ـ هو أن لا يغيب عن وظائفه و هداية‌ الناس و إرشادهم، ولذلك قال المحقّق الخواجة نصير الدين الطوسيّ ـ قدّس سرّه ـ علي ما حكي عنه: «ليست غيبة المهدي ـ عليه السَّلام ـ من الله سبحانه، ولا منه ـ عليه السَّلام ـ بل من المكلّفين و الناس، و هي من غلبة الخوف و عدم تمكين الناس من إطاعة الإمام، فإذا زال سبب الغيبة وقع الظهور» (1).

و أيضاً قال الفاضل المقداد: «و أمّا سبب خفائه: فإما لمصلة استأثر الله يعلمها، أو لكثرة العدو، و قلّة الناصر؛ لأنّ حكمته تعالي و عصمته ـ عليه السَّلام ـ لا يجوز معهما منع اللطف، فيكون من الغير المعادي، وذلك هو المطلوب» (2).

و يؤيد ذلك ما ورد عن مولانا أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ أنه قال: «واعلموا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله، ولكنّ الله سيعمي خلقه منها بظلمهم و جورهم، و إسرافهم علي أنفسهم» (3).

فالغيبة ناشئة من تقصير الناس، و قد يوجه ذلك بأنّ إقامة‌ العدل العام العالميّ تتوقف علي قبول نصاب من عامّة الناس في أقطار العالم لإقامة العدل

1) راجع رسالة الامامة الفصل الثالث: ص25 نقلاً عن كتاب نويد أمن و أمان.
2) شرح الباب الحادي عشر: ص52 الطبع الجديد.
3) مكيال المكارم: ج1 ص132 الطبع الحديث.