13. التسليم علي الحاضرين و تخصيص الشيخ بزيادة تحبة

14. عدم تخطي رقاب الحاضرين، و الجلوس حيث ينتهي به المجلس

15. الحرص علي قربه من الشيخ حيث يکون منزلته

بقوله: «ولا تَمَلَّ مِنْ طولِ صُحْبَتِهِ، فإنّما هو كالنَّخْلَةِ تَنْتَظِرُ متى يَسْقُطُ عليك منها منفعةٌ»(10).

الثالثَ عَشَرَ: إذا حَضَرَ مجلسَ الشيخ، فلْيُسَلِّمْ على الحاضرين بصوت يُسْمِعُهُم.

ويَخُصَّ الشيخَ بزيادةِ تَحِيَّة وإكرام.

وعَدَّ بعضُهم حلَقَ العِلم حال أخذهم في البحث من المواضِعِ التي لا يُسَلَّمُ فيها، واختارَه جَماعةٌ من الأفاضل، وهو مُتَّجِهٌ حيث يَشْغَلُهُمْ رَدُّ السلامِ عمّا هم فيه مِن البحثِ وحضورِ القلب كما هو الغالب، سيّما إذا كان في أثناء تقرير مسألة; فإنّ قَطْعَهُ عليهم أضَرُّ من كثير من المواردِ التي وَرَدَ أنّه لا يُسَلَّمُ فيها(11). لكن مَتى أُرِيدَ ذلك، فلْيَجْلِسِ الداخلُ عليهم على بُعد مِنْ مقابَلَة الشيخ، بحيث لا يَشْعُرُ به حتّى يَفْرَغَ إنْ أمْكَنَ، جمعاً بينَ حقِّ الأدب معه وحقِّ البحث في دفعِ الشواغل عنه.

الرابعَ عَشَرَ: إذا سَلَّمَ لا يَتَخَطّى رِقابَ الحاضرين إلى قُربِ الشيخ إنْ لم يكنْ منزِلَتُه كذلك، بل يجْلِسُ حيثُ يَنْتَهي به المجلسُ كما وَرَدَ في الحديث(12)، فإنْ صَرَّحَ له الشيخُ أو الحاضرون بالتَّقَدُّمِ أو كانتْ منزلتُه أو كان يَعْلَمُ إيثارَ الشَيْخِ والْجَماعةِ لذلك، وكان جلوسُه بقُرْبِ الشيخ مَصْلَحةً ـ كأنْ يُذاكِرَه مذاكَرةً يَنْتَفِعُ بها الحاضرون أو لكونه كبيرَ السِنِّ أو كثيرَ الفضيلة والصلاح ـ فلا بأس.

الخامسَ عَشَرَ: أنْ يَحْرِصَ على قُربه مِن الشيخ حيث تكونُ منزلتُه، لِيَفْهَمَ كلامهَ فهماً كاملاً بلا مشقَّة، ولكن لا يَقْرُب منه قُرباً يُنْسَبُ فيه إلى سوء الأدب.

واعلم أنَّه متى سَبَقَ إلى مكان مِنْ مجلِسِ الدرس كان أحقَّ به، فليس لغيره أن يُزْعِجَه منه وإنْ كانَ أحقَّ به بحسبِ الأدب.

قيل: ويبقى بعد ذلك أحقَّ به كالمحْتَرِفِ إذا ألِفَ مكاناً مِن السُوقِ أو الشارعِ، فلا يَسْقُطُ حَقُّه منه لمفارَقَته، وإن انقطع عن الدرس يوماً أو يومين إذا حَضَرَ بعد ذلك.