• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

3. اعتقاد أنه مريض النفس و أن شيخه طيب مرضه

4. نظر اشيخ بعين الاحترام و ضرب الصفحه عن عيوبه

مَنْ عَلَّمَ الْعِلْمَ كانَ خَيْرَ أب ذاكَ أبُو الرُّوحِ لا أبُو النُّطَف الثالث: أنْ يَعْتَقِدَ أنّه مريضُ النفس; لأنّ المرَضَ هو الانحراف عن المجرى الطبيعي.

وطبعُ النفسِ العلمُ، وإنّما خَرَجَتْ عن طبعها بسبب غلبة أخلاط القوى البدنيّة.

ويعتقدَ أنّ شيخَه طبيبُ مرضه، لأنّه يَرُدُّه إلى المجرى الطبيعي.

فلا ينبغي أنْ يخالِفَه فيما يُشِير عليه، كأنْ يقولَ له: «اقرَأ الكتابَ الفلاني»، أو «اكْتَفِ بهذا القدر مِن الدرس»; لأنّه إنْ خالَفَه كان بمنزلة المريض يَردُّ على طبيبه في وجه علاجه.

وكما أنّ الواجبَ على المريض تركُ تناولِ المؤذيات والأغذيةِ المفْسِدَةِ للدواء في حضرةِ الطبيب وغَيْبَتِه، كذلك المتعلِّمُ، فيَجبُ أنْ يُطَهِّرَ نفسَه مِنَ النجَاسة المعنويّة التي غايةُ المعلِّم النهي عنها: من الحِقْد والحَسَد والغَضَبِ والكِبْرِ والعُجْب، وغيرها مِن الرذائل، ويَقْطَعَ مادَّةَ المرضِ رأساً لِيَنْتَفِعَ بالطبيب.

وقال حَمْدانُ الأصفهاني:

كنتُ عندَ شريك، فأتاه بعضُ أولاد الخليفة المهديِّ، فاسْتَنَدَ إلى الحائط وسَأَله عن حديث، فلم يَلْتَفِتْ إليه وأقْبَلَ علينا، ثمَّ عاد، فعادَ شريكٌ لمثل ذلك، فقال: أتَسْتَخِفُّ بأولاد الخُلَفاء؟ قال: «لا، ولكنّ العلمَ أجَلُّ عندَ الله مِنْ أنْ أُضَيِّعَه».

فَجَثا على رُكْبَتَيْه، فقال شريك: «هكذا يُطْلَبُ العلمُ»(5).

(1)1 . أدب الدنيا والدين، ص 77.

2 . تذكرة السامع، ص 88.

3 . تذكرة السامع، ص 88 ; شرح المهذّب، ج 1، ص 61.

4 . تذكرة السامع، ص 88 ; شرح المهذّب، ج 1، ص 61.

5 . شرح المهذّب، ج 1، ص 61.