3. اعتقاد أنه مريض النفس و أن شيخه طيب مرضه
4. نظر اشيخ بعين الاحترام و ضرب الصفحه عن عيوبه
مَنْ عَلَّمَ الْعِلْمَ كانَ خَيْرَ أب ذاكَ أبُو الرُّوحِ لا أبُو النُّطَف الثالث: أنْ يَعْتَقِدَ أنّه مريضُ النفس; لأنّ المرَضَ هو الانحراف عن المجرى الطبيعي.
وطبعُ النفسِ العلمُ، وإنّما خَرَجَتْ عن طبعها بسبب غلبة أخلاط القوى البدنيّة.
ويعتقدَ أنّ شيخَه طبيبُ مرضه، لأنّه يَرُدُّه إلى المجرى الطبيعي.
فلا ينبغي أنْ يخالِفَه فيما يُشِير عليه، كأنْ يقولَ له: «اقرَأ الكتابَ الفلاني»، أو «اكْتَفِ بهذا القدر مِن الدرس»; لأنّه إنْ خالَفَه كان بمنزلة المريض يَردُّ على طبيبه في وجه علاجه.
وكما أنّ الواجبَ على المريض تركُ تناولِ المؤذيات والأغذيةِ المفْسِدَةِ للدواء في حضرةِ الطبيب وغَيْبَتِه، كذلك المتعلِّمُ، فيَجبُ أنْ يُطَهِّرَ نفسَه مِنَ النجَاسة المعنويّة التي غايةُ المعلِّم النهي عنها: من الحِقْد والحَسَد والغَضَبِ والكِبْرِ والعُجْب، وغيرها مِن الرذائل، ويَقْطَعَ مادَّةَ المرضِ رأساً لِيَنْتَفِعَ بالطبيب.