• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

2. العغتقاد في شيخه أنه الأب الحقيقي و الواد الروحاني

بُطُونِ الْكُتُبِ ضَيَّعَ الأحْكامَ»(1).

ولْيَحْذَرْ مِن التقييد بالمشهورين وتركِ الأخذ مِنَ الخاملين; فإنّ ذلك مِن الكِبْر على العلم، وهو عين الحَماقة، لاِنّ الحكمة ضالَّةُ المؤمن، يَلْتَقِطُها حيث وجَدَها(2) وَيغْتَنِمُها حيثُ ظَفِرَ بها، ويَتَقَلَّدُ المنَّةَ ممَّنْ ساقها إليه، ورُبَّما يكون الخامِلُ ممَّنْ تُرْجى بَرَكَتُه، فيكون النفعُ به أعمَّ، والتحصيلُ مِنْ جِهته أتمَّ.

وإذا سَبَرْتَ أحوالَ السلَفِ والخَلَفِ لم تَجِدِ النفعَ غالباً إلاّ إذا كان للشيخ مِن التقوى والنُصْحِ والشَفَقَةِ للطلبة نصيبٌ وافرٌ، وكذلك إذا اعْتَبَرْتَ المصنَّفاتِ، وَجَدْتَ الانتفاعَ بتصنيفِ الأتقى أوْفَرَ، والفَلاحَ بالاشتغالِ به أكْثَرَ، وبالعكس حالُ العالم المجرَّدِ.

الثاني: أنْ يَعْتَقِدَ في شيخه أنّه الأبُ الحقيقيُّ والوالدُ الروحانيُّ، هو أعظمُ مِن الوالد الجسمانيِّ، فيبالِغَ ـ بعد الأدب في حقِّه ـ في رِعاية حقِّ أُبوَّته ووَفاءِ حقِّ تربِيَتِه.

وقد رُوي أنّ السيِّدَ الرضيَّ الموسويّ (قَدَّسَ الله روحَه) كان عظيمَ النفس عاليَ الهمَّةِ أبِيَّ الطبعِ لا يقبَلُ لأحد منَّة(3)، وله في ذلك قِصَصٌ غريبةٌ مع الخليفة العباسي حين أرادَ صِلتَه بسبب مولود وُلِدَ له(4)، وغيره; ومنها أنّ بعض مشايخه(5) قال له يوماً:

بَلَغَني أنّ دارَكَ ضَيِّقَةٌ لا تَلِيقُ بحالكَ، ولي دارٌ واسعةٌ صالحةٌ لكَ، قد وَهَبْتُها لكَ فانتقِلْ إليها.

فأبى، فأعاد عليه الكلامَ;

فقال: «يا شيخ أنا لم أقْبَلْ بِرَّ أبي قَطُّ، فكيف مِنْ غيره؟» فقال له الشيخُ: إنّ حَقِّي عليكَ أعظمُ مِنْ حقِّ أبيكَ، لأنّي أبوك الروحاني، وهو أبوك الجسماني.

فقال السَيِّدُ(رحمه الله): «قد قَبِلْتُ الدارَ».

ومن هنا قال بعضُ الفضلاء: