• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

6. الحرص علي التعلم و المواظبة عليه في جميع الأوقات

7. علو الهمة و عدم الرضا باليسير و ترک التسويف

8. الأخذ في ترتيب التعلم بالأولي و الأهم

السادس: أنْ يكونَ حريصاً على التعلُّمِ، مواظباً عليه في جميع أوقاته: ليلاً ونهاراً، سفراً وحضراً، ولا يُذْهِبَ شيئاً مِنْ أوقاته في غير طلب العلم إلاّ بقدر الضرورة لما لابُدَّ منه مِنْ أكل ونوم واستراحة يسيرة، لإزالة الملَلِ ومؤانسة زائر وتحصيلِ قوت وغيرِه ممّا يَحْتاجُ إليه، أو لألَم وغيره ممّا يَتَعَذَّرُ معه الاشتغالُ; فإنّ «مَن استوى يوماه فهو مغبون»(1).

وليس بعاقل مَنْ أمْكَنَهُ الحصولُ على درجة أوْرَثَها الأنبياءُ ثمّ فَوَّتَها، ومِنْ هنا قيل: «لا يُسْتَطاعُ العلمُ براحة الجسم»(2). وقيل: ولابدّ دونَ الشَهْدِ مِنْ ألَم النَحْلِ وقيل: لا تَحْسَبِ الَْمجْدَ تَمْراً أنْتَ آكِلُهُ لَنْ تَبْلُغَ الَْمجْدَ حتّى تَلْعَقَ الصَّبِرا السابع: أنْ يكونَ عاليَ الهمّة، فلا يَرْضى باليسير مع إمكان الكثير، ولا يُسَوِّفَ في اشتغاله، ولا يُؤَخِّرَ تحصيلَ فائدة ـ وإنْ قَلَّتْ ـ تَمَكَّنَ منها، وإنْ أمِنَ فواتَ حصولِها بعدَ ساعة; لأنّ للتأخير آفات، ولأنَّه في الزمن التالي يُحَصِّلُ غيرَها، حتّى لو عَرَضَ له مانِعٌ عن الدرس، فَلْيَشَتغلْ بالمطالَعَةِ والحفظِ بجُهْده.

وليَعْلَمْ أنّه إنْ أراد التأخير إلى زمن يَكْمُلُ فيه الفَراغ، فهذا زمنٌ لم يَخْلُقْه الله تعالى بعدُ، بل لابدَّ في كلِّ وقت مِنْ موانِعَ وعوائِقَ وقواطِعَ، فقاطِعْ ما أمْكَنَكَ منها قبلَ أنْ يَقْطَعَكَ كُلَّها.

الثامن: أنْ يأخُذَ في ترتيب التعلُّم بما هو الأولى، ويَبْدَأَ فيه بالأهمِّ فالأهمِّ فلا يَشْتَغِلْ في النتائج قبلَ المقدِّمات، ولا في اختلاف العلماء ـ في العقليّات والسمعيّات ـ قبل إتقان الاعتقاديّات; فإنّ ذلك يُحَيِّرُ الذِهْنَ ويُدْهِشُ العقلَ.

وإذا اشتغل في فنٍّ، فلا يَنْتَقِلَ عنه حتّى يُتْقِنَ فيه كتاباً أو كتباً إنْ أمْكَنَ، وهكذا القول في كلِّ

1 . حديث مرويّ عن موسى بن جعفر(عليهما السلام) في بحار الأنوار، ج 78، ص 327، باب مواعظ أبي الحسن موسى(عليه السلام).

2 . تذكرة السامع، ص 27.

(3)3 . هذا عجز بيت للمتنبّي، والبيت ورد في ديوان المتنبّي، ص 214 هكذا:

تُريدين لُقيان المعالي رخيصةً ولا بُدّ دون الشهد من إبَر النحل (4)4 . أمالي القالي، ج 1، ص 146.