30. الدعاء إذا قام من مجلسه بما ورد
دَرْسَ مَنْ أرادَ، ويُرْجَعُ إليه في كثير ممّا يُسْتَحْيى أنْ يُلْقى به العالِمُ مِنْ مسألة أو درس; فإنّ فيه ضبطاً لوقت العالم، وصَلاحاً لحال المتعلِّم.
الثلاثونَ: أنْ يَقُولَ إذا قام مِنْ مجلسه:
سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ، ( سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
الأوّل: أن يُحَسِّنَ نِيَّتَه ويُطَهِّرَ قلبَه مِن الأدناس، لِيَصْلُحَ لقبولِ العلم وحفظِه واستمرارِه، وقد تَقَدَّمَ ما يَدُلُّ عليه(1)، لكن أُعِيدَ هنا لِيُنَبَّهَ على كونه من أسباب التحصيل، وهناك من أسباب الفائدة الأُخرويّة.
قال النبيُّ(صلى الله عليه وآله وسلم):
إنَّ في الْجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّه، ألا وَهِيَ الْقَلْبُ(2).
وقال عليُّ بنُ خَشْرَم: «شَكَوتُ إلى وَكِيع قِلَّةَ الْحِفْظِ، فقال: اسْتَعِنْ على الحفظِ بِقِلَّةِ الذُنُوبِ»(3) وقد نَظَمَ بَعْضُهُم ذلك في بيتين فقال:
وكما يُسْتَحَبُّ ذلك للعالم يُسْتَحَبُّ لكلِّ قائم لكنَّه في حقِّه آكَدُ.
والرواية التي أشار إليها المؤلّف(رحمه الله) رويتْ في كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 238 ـ 239، ح 1132.
1 . تقدّم في أوّل هذا الباب، أعني الباب الأوّل.
2 . صحيح البخاري، ج 1، ص 204 ـ 205، كتاب الإيمان، ح 49.
3 . تهذيب التهذيب، ج 11، ص 129.