• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

20. الإرفاق بهم في خطابهم و سماع سؤالهم

21. التودد للغريب و الانبساط له

22. الإمساک عن مسألة شرع فيها إذا أقبل بعض الفضلاء حتي يجلس

23. قول «لا أدري» و مثله إذا سئل عن شيء لا يعرفه

هذا كُلُّه إذا لم يَتَرتَّبْ على ذلك مَفْسَدَةٌ تَرْبُو عليه، وهذا النوع مغايِرٌ لِما مَرَّ مِن زَجْرِهم وكَفِّهم عن مساوئ الأخلاق; لأنّ هذا خاصٌّ بالدرس وذاك بما يَتَعَلَّقُ بشأن أنفسهم وإن كان يُمْكِنُ إدراجُه فيه، إلاّ أنّ الاهتمام بشأنه حَسَّنَ ذِكْرَه على الخصوص.

العشرون: أنْ يُلازِمَ الإرفاقَ بهم في خِطابهم وسَماعِ سؤالهم، وإذا عَجَزَ السائلُ عن تقرير ما أوْرَدَه أو تحريرِ العبارة فيه، لحياء أو قصور ووَقَعَ على المعنى، عَبَّرَ عن مراده أوّلاً وَبيَّنَ وجهَ إيراده، وأجابَ بما عنده.

وإن اشْتَبَهَ عليه مرادُه سألَه عن الأُمور التي يَحْتَمِلُ إرادتَه لها، فيقول له: «أتريدُ بقولك كذا؟» فإن قال: «نعم»: أجابه، وإلاّ ذَكَرَ مُحْتَملاً آخَرَ.

وإنْ سأل عن شيء ركيك، فلا يَسْتَهْزِئُ به ولا يَحْتَقِرُ السائلَ; فإنَّ ذلك أمر لا حِيلةَ فيه، وَيَتَذَكَّرُ أنّ الجميعَ كانوا كذلك ثمَّ تَعَلَّمُوا وَتَفَقَّهُوا.

الحادي والعشرون: أنْ يَتَوَدَّدَ لغريب حضَرَ عنده، وَيَنْبَسِطَ له لِيَنْشَرِحَ صدرُه; فإنّ للقادمِ دَهْشَةً سيّما بين يَدَيِ العلماءِ. ولا يُكْثِرَ النظرَ والالتفاتَ إليه استغراباً له; فإنّ ذلك يُخَجِّلُه ويَمْنَعُه مِن المساءلة والمشارَكَةِ في البحث إنْ كان مِن أهله.

الثاني والعشرون: إذا أقْبَلَ بعضُ الفضلاء، وقد شرع في مسألة أمْسَكَ عنها حتّى يَجْلِسَ، وإن جاء ـ وهو يَبْحَثُ ـ أعادَها له أو مقصودَها، وإذا أقبل وقد بَقِيَ للفَراغ وقيامِ الجماعة بقدر ما يَصِلُ إلى المجلس، فَلْيُؤَخِّرْ تلك البقيَّةَ; وَيَشْتَغِلْ عَنْها ببحث أو غيرهِ إلى أن يَجْلِسَ، ثُمَّ يُعيِدُها أو يُتَمِّمُ تِلْكَ البَقيَّةَ; كيلا يَخْجَلَ المقبِلُ بقيامهم عند جلوسه.

الثالثُ والعشرون: ـ وهو مِنْ أهمِّ الآداب ـ إذا سُئِلَ عن شيء لا يَعْرِفهُ، أو عَرَضَ في الدرس مالا يَعْرِفُه، فلْيَقُلْ: لا أعرفه، أو لا أتَحَقَّقُهُ، أو لا أدري، أو حتّى أُراجِعَ النظرَ في ذلك.

ولا يَسْتَنْكِف عن ذلك; فمِنْ عِلْمِ العالم أن يقولَ فيما لا يعلم: «لا أعلمُ، والله أعْلَمُ».

قال عليّ(عليه السلام): «إذا سُئِلْتُمْ عَمّا لا تَعْلَمُونَ فَاهْرَبُوا» قالوا: وَكَيْفَ الْهَرَبُ؟ قالَ: «تَقُولُونَ: الله أعْلَمُ»(1).

1 . سنن الدارمي، ج 1، ص 63.