• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

18. عدم تقبيح العلوم التي وراء ما يتکفّل به من العلوم

19. عدم التأذّي ممّن يقرأ عليه إذا قرأ علي غيره لمصلحة

ضَجَرَه، أوصاه بالرِّفْقِ بنفسه وذَكَّرَه بقول النبيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الْمُنْبَتَّ لا أرْضاً قَطَعَ ولا ظَهْراً أبْقى»(1).

ونحوِ ذلك مِمّا يَحْمِلُه على الأناةِ والاقتصاد في الاجتهاد.

وكذلك إذا ظَهَرَ له منه نوعُ سَآمَة أو ضَجَر أو مَبادئُ ذلك، أمَرَه بالرَّاحَةِ وتخفيفِ الاشتغال، وَلْيَزْجُرْه عن تعلُّمِ مالا يَحْتَملُه فَهْمُه أو سِنُّه، مِنْ علم أو كتاب يَقْصُرُ ذهنُه عن فهمه، فإن استشاره مَنْ لا يعرِفُ حالَه في الفهم والحفظ في قِراءَةِ فنٍّ أو كتاب لم يُشِرْ عليه حتّى يُجَرِّبَ ذهنَه ويَعْلَمَ حالَه، فإنْ لم يَحْتَمِلِ الحالُ التأخُّرَ أشارَ عليه بكتاب سهل مِن الفنِّ المطلوب، فإنْ رأى فهمَه جيِّداً وذهنَه قابلاً نَقَلَه إلى كتاب يَلِيقُ بذهنه، وإلاّ تركه.

وإذا عَلِمَ أو غَلَبَ على ظنِّه أنّه لا يُفْلِحُ في فنٍّ أشارَ عليه بتركه والانتقالِ إلى غيره ممّا يُرْجى فَلاحُه فيه.

الثامن عشر: إذا كان متكفِّلاً ببعض العلوم لا غير، لا ينبغي له أن يُقَبِّحَ في نفس الطالب العلومَ التي وراءَه، كما يتَّفِقُ ذلك كثيراً لِجَهَلَةِ المعلِّمين; فإنّ المرءَ عَدُوُّ ما جَهِلَ.

وهكذا ينبغي أنْ يُوَسِّعَ على الطالب طريقَ التعَلُّمِ في غيره، وإذا رأى مَرْتَبَةَ العلمِ الذي بيده متأخِّرةً عمّا بيد غيره يُرْشِدُه إلى مَنْ بيده السابق; فإنّ ذلك هو الواجبُ من نُصْح المسلمين وحفظِ العلم والدين، وأتمِّ الدليل على كمال المعلِّم، وموجِبُ الملَكَةِ الصالحة لِلْمُتَعَلِّمِ.

التاسع عشر: وهو مِن المهمِّ أنْ لا يتأذّى ممّنْ يقرأ عليه إذا قرأ على غيره أيضاً لمصْلَحة راجعة إلى المتعلِّم; فإنَّ هذه مصيبةٌ يُبْتَلى بها جَهَلَةُ المعلِّمين ومَنْ لا يريدُ بعلمه وجهَ الله تعالى، لِغَباوَتِهِم وفَسادِ نِيّاتِهِمْ.

وهو مِنْ أوضَحِ الأدلَّةِ على عدم إرادتهم بالتعليم وجهَ الله الكريم وثوابَه الجسيمَ; فإنّه عبدٌ مأْمور بأداء رسالة سيِّدِه إلى بعض عبيده، فإذا أرْسَلَ السيِّدُ عبداً آخَرَ لأداءِ الرّسالةِ لا ينبغي للأوّل الغَضَبُ; فإنّ ذلك لا يَنْقُصُه عند السيِّد، بل يَزيده قَدْراً ورِفْعَةً عنده إذا وَجَدَه مُمْتثِلاً لمِا يُريدُه منه أو مِنْ غيره.

1 . الكافي، ج 2، ص 87، باب الاقتصاد في العبادة، ح 6.