• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

14. إنصافهم في البحث و الاعتراف بفائدة يقولها بعضهم

15. عدم إظهاره للطلبة تفضيل بعضهم علي بعض عنده

16. تقديم الأسبق فالأسبق في التعليم إذا ازدحموا

17. إيصاءُ الطالب بالرّفق إذا سلک فوق ما يقتضيه حاله

ذكرِ ما أشْكَلَ منه لـِيَمْتَحِنَ بذلك فهمَهم وضَبْطَهم لما شَرَحَ لهم، فمنْ ظهر استحكامُ فهمِه له بتَكرار الإصابة في جوابه شَكَرَه، ومَنْ لم يَفْهَمْه تَلَطَّفَ في إعادته له.

الرابع عشر: أن يُنْصِفَهُمْ في البحث، فيعترفَ بفائدِة يقولها بعضهم وإن كان صغيراً; فإنّ ذلك من بَرَكَة العلم.

قال بعض السلف(1): «مِنْ بَرَكةِ العلم وأدابِه الإنصافُ، ومَنْ لم يُنْصِفْ لم يُفَهِّمْ ولم يَتَفَهَّمْ».

فيُلازِمه في بحثه وخطابه، ويَسْمَعَ السؤالَ مِنْ مُورِدِه على وجهه وإن كان صغيراً، ولا يَتَرَفَّع عن سَماعِه فَيُحْرَم الفائدةَ.

ولا يَحْسُدَ أحداً منهم لكَثرة تحصيله أو زيادته على خاصَّتِه من وَلَد وغيره، فالحسد حرامٌ فكيف بمن هو بمنزلة الولد، وفضيلته يعود إلى معلِّمِه منها أوفرُ نصيب; فإنّه مُرَبِّيه وله في تعليمه وتخريجه في الآخرة الثوابُ الجزيل، وفي الدنيا الدعاءُ المستمِرُّ والثناءُ الجزيلُ.

وما رَأيْنا ولا سَمِعْنا بأحد من المشايخ اهتمَّ بتفضيل ولده على غيره من الطلبة وأفْلَحَ، بل الأمر بيد الله.

والعلم ( فضلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يشاء والله ذو الفضل العظيم)(2).

الخامس عشر: أن لا يُظْهِرَ للطلبة تفضيلَ بعضِهم على بعض عنده في مَوَدَّة أو اعتناء مع تساويهم في الصفات من سِنٍّ أو فضيلة أو دِيانة; فإنّ ذلك ربّما يُوحِشُ الصدرَ ويُنَفِّرُ القلبَ. فإنْ كان بعضُهُم أكثرَ تحصيلاً وأشدَّ اجتهاداً وأحْسَنَ أدباً، فأظْهَرَ إكرامَه وتفضيلَه وَبَيَّنَ أنّ زيادةَ إكرامه لتلك الأسباب، فلا بأس بذلك; فإنّه يُنَشِّطُ، ويَبْعَثُ على الاتّصافِ بتلك الصفات المرجِّحَةِ.

السادس عشر: أن يُقَدِّمَ في تعليمهم إذا ازْدَحَمُوا الأسْبَقَ فالأسْبَقَ.

وينبغي أنْ لا يُقَدِّمَ أحداً في نَوْبة غيره، ولا يُؤَخِّرَه عن نوبته إلاّ إذا رأى في ذلك مَصْلَحَةً، فَإنْ سَمَحَ بعضُهم لغيره في نوبته فلابأس.

السابع عشر: إذا سلك الطالبُ في التحصيل فوق ما يقتضيه حالُه أو تَحْمِلُه طاقتُه وخاف

1 . هو أبو عُمَر ابن عبد البرّ القرطبي، كما في جامع بيان العلم وفضله، ج 1، ص 159.

2 . اقتباسٌ من الآية 4 من سورة الجمعة (62).