• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

7. استعلام أسماء طلبته و أنسابهم و کناهم

6. السؤال عن أحوال الغائب زائداً علي العادة

8. السَّماحةُ ببذل ما حصَّله من العلم، و التلَطَّفَ في الإفادة

فعلى المعلِّمِ تحسين خُلُقِه مع المتعلِّمينَ زيادةً على غيرهم، والتلطُّفُ بهم إذا لَقِيَهُم، والبَشاشَةُ وَطَلاقَةُ الوجهِ وإظهارُ الْبِشْرِ وحُسْنُ المودَّةِ وإعلامُ المحبَّةِ وإظهار الشَّفَقَةِ، والإحسانُ إليهم بعلمِه وجاهِه حسبَ ما يُمْكِنُ.

وينبغي أن يخاطِبَ كُلاًّ منهم ـ سيَّما الفاضلِ المتَمَيِّزِ ـ بكُنْيَتِه ونحوها من أحبِّ الأسماء إليه، وما فيه تعظيم له وتوقير، فلقد كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يُكَنِّي أصحابَه إكراماً لهم(1).

وبالجملة، فالعالم بالنسبة إلى المتعلّم كالطبيب للمريض، فكلُّ ما يرجو به شفاءَه فَلْيَفْعلْه; فإنّ داءَ الْجَهالةِ النفسانيّةِ أقوى من الأدواءِ البدنيَّةِ.

السادس: إذا غاب أحد منهم أو مِنْ ملازمي الحلقة زائداً على العادة سأل عنه وعن أحواله وموجِبِ انقطاعه، فإنْ لم يُخْبَرْ عنه بشيء أرْسَلَ إليه، أو قَصَدَ منزلَه بنفسه، وهو أفضل كما كان يفعلُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أصحابه(2)، فإنْ كان مريضاً عادَه أو في غَمٍّ خَفَّضَ عنه، أو مسافراً تَفَقَّدَ أهلَه ومَنْ يَتَعَلَّقُ به ويَسْأَلُ عنهم، وتَعَرَّضَ لحوائجِهِم ووَصَلَهُمْ بما أمكن، وإنْ لم يحتاجوا إليه في شيء تَوَدَّدَ ودَعا.

السابع: أنْ يستعلمَ أسماء طَلَبَتِهِ وحاضري مجلسه وأنْسابهم وكُناهُمْ ومواطنَهُم وأحوالَهم، ويُكْثِرَ الدعاءَ لهم.

الثامن: أنْ يكونَ سَمْحاً ببذلِ ما حَصَّلَه مِن العلم، سهلاً بإلقائه إلى مُبتغيه مُتَلَطِّفاً في إفادة طالبيه مع رِفْق ونصيحة وإرشاد إلى المهمّات، وتحريض على حفظ ما يَبْذُلُه لهم مِن الفوائد النفيسات، ولا يَدَّخِرَ عنهم من أنواع العلم شيئاً يحتاجون إليه أو يسألونَ إذا كان الطالبُ أهلاً لذلك.

وَلْيَكْتُم عنهم مالم يتأَهَّلوا له من المعارف; لأنّ ذلك ممّا يُفَرِّقُ الهمَّ ويُفْسِدُ الحالَ، فإنْ سأله الطالبُ شيئاً من ذلك نَبَّهَهُ على أنَّ ذلك يَضُرُّه، وأنّه لم يَمْنَعْه منه شُحّاً بل شَفَقَةً ولُطفاً، ثُمَّ يُرَغِّبُه بعد ذلك في الاجتهاد والتحصيل; لِيَتَأَهَّلَ لذلك وغيره.

1 . شرح المهذّب، ج 1، ص 52.

2 . مكارم الأخلاق، ص 29.