• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

5. التواضع للمتعلّمين و عدم التعاظم عليهم

بالخِلافِ، ويُهَيِّجُ الحِرْصَ على الإصرار.

وانظر إرشاد رسولِ الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وتلَطُّفه مع الأعرابيّ الذي بال في المسجد(1)، ومع معاويةَ بن الْحَكمِ لَمّا تكَلَّمَ في الصلاة(2).

فإنْ انْزَجَرَ لذكائه بما ذُكِرَ من الإشارة فَبِها وَنِعْمَتْ، وإلاّ نهاه سِرّاً، فإنْ لم يَنْتَهِ نَهاه جَهْراً، ويُغَلِّظ القولَ عليه إنِ اقْتَضاه الحالُ، لِيَنْزَجِرَ هو وغيره، ويَتَأَدَّبَ به كلُّ سامع، فإنْ لم يَنْتَهِ فلا بأس حينئذ بطرده والإعراض عنه إلى أنْ يَرْجِعَ، سيَّما إذا خاف على بعض رِفْقَتِهِ من الطَّلَبَةِ موافَقَتَه.

وكذلك يَتَعَهَّـدُ ما يعامِلُ به بعضُ الطلبة بعضاً مِنْ إفشاء السلام وحُسْنِ التخاطبِ في الكلام، والتحابُبِ والتعاونِ على البِرِّ والتقوى وعلى ما هم بصدده.

وبالجملة فكما يُعَلِّمُهُمْ مصالِحَ دينِهِمْ لمعاملة الله تعالى، يُعَلِّمُهُمْ مَصالِحَ دنياهم لمعاملة الناس، فَيُكْمِلُ لهم فضيلةَ الحالتين.

الخامس: أنّ لا يَتعاظَمَ على المتعلِّمين، بل يَلينُ لهم ويَتَواضَعُ، قال تعالى: ( وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(3) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ اللهَ أوْحَى إليَّ أنْ تَواضَعُوا»(4) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم):

ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ من مال، وما زادَ الله عبداً بعفو إلاّ عِزّاً، وما تَواضَعَ أحدٌ لِلّهِ إلاّ رَفَعَهُ اللهُ(5).

وهذا في التواضُعِ لمطلقِ الناس، فكيف بهؤلاء الذين هم معه كالأولاد، مع ما هم عليه من ملازَمَتِهِمْ له، واعتمادهم عليه في طلب العلم النافع، ومع ما هم عليه من حقِّ الصُّحْبَةِ وحُرْمَةِ التَّرَدُّدِ وشَرَفِ المحبَّةِ وصدقِ التَوَدُّدِ. وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم): «لينُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَ، وَلِمَنْ تَتَعَلَّمُونَ مِنْه»(6).

1 . سنن ابن ماجة، ج 1، ص 176، كتاب الطهارة، الباب 78، ح 528 ـ 530.

2 . سنن أبي داود، ج 1، ص 244 ـ 245، كتاب الصلاة، ح 930 ـ 931.

3 . الشعراء (26): 215.

4 . شرح المهذّب، ج 1، ص 52.

5 . شرح المهذّب، ج 1، ص 52 ; ومثله في الكافي ج 2، ص 121، باب التواضع، ح 1.

6 . تذكرة السامع، ص 65، ومثله مع زيادة في الكافي، ج 1، ص 36، باب صفة العلماء، ح 1، عن أبي عبد الله(عليه السلام).