• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

2. ترغيبهم في العلم و تذکيرهم بفضائله و فضائل العلماء

3. حُبَّه لهم ما يحبَّ لنفسه و کراهتَه لهم ما يکره لنفسه

4. زجرهم عن سوء الأخلاق و ارتکاب المحرّمات و المکروهات

وأوّل ذلك أن يُحَرِّضَ الطالب على الإخلاصِ للّه تعالى في عمله وسعيه، ومراقبةِ الله تعالى في جميع اللَّـحَظات، وأن يكونَ دائماً على ذلك حتّى الممات، ويُعَرِّفَه أنّ بذلك تنفتح عليه أبوابُ المعارف وينشرح صدره، وتنفجر من قلبه ينابيعُ الحكمة واللطائف، ويُبارَكُ له في حاله وعلمه، ويُوَفَّقُ للإصابة في قوله وفعله وحكمه، ويَتْلُوَ عليه الآثارَ الواردةَ في ذلك ويضربَ له الأمثالَ الدالَّةَ على ما هنالك ويُزَهِّدَهُ في الدنيا، ويَصْرِفَه عن التعلُّق بها والرُّكونِ إليها والاغترارِ بزُخْرُفِها ويُذَكِّرَه أنّها فانيةٌ وأنّ الآخرةَ باقيةٌ، والتَّأَهُّبَ للباقي والإعراضَ عن الفاني هو طريق الحازمين ودأبُ عباد الله الصالحين، وأنّها إنّما جُعِلَتْ ظرفاً ومَزْرَعَةً لاقتناء الكمال ووقتاً للعلم والعمل فيها; لِيُحْرِزَ ثَمَرَتَه في دار الإقبال بصالح الأعمال.

الثاني: أن يُـرَغِّبَهم في العلم ويُذَكِّرَهم بفضائله وفضائل العلماء، وأنّهم وَرَثَةُ الأنبياء(صلّى الله عليهم) وأنّهم على منابرَ من نور يَغْبِطُهُمُ الأنبياءُ والشهداءُ، ونحوِ ذلك ممّا ورد في فضائل العلم والعلماء من الآيات والأخبار والآثار والأشعار والأمثال ويُرَغِّبَهُمْ مع ذلك بالتدريج على ما يُعِينُ عليه من الاقتصار على الميسور، وقدرِ الكفاية من الدنيا والقَناعَةِ بذلك عمّا يَشْغَلُ القلبَ مِن التعلّق بها.

الثالث: أن يُحِبَّ لهم ما يُحِبُّ لنفسه، ويَكْرَهَ لهم ما يَكْرَهُ لنفسه مِن الشرِّ; فإنّ ذلك من تمامِ الإيمان ومقتضى المواساةِ، ففي الأخبار: «لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حَتّى يُحِبَّ لاِخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»(1).

ولا شكَّ أنَّ المتعلِّمَ أفضلُ الإخوان بل الأولاد.

وكلُّ خبر ورد في حقوق الإخوان(2) آت هنا مع زيادة.

الرابع: أنْ يَزْجُرَه عن سوء الأخلاق وارتكابِ المحرَّمات والمكروهات، أو ما يُؤَدِّي إلى فَسادِ حال أو تركِ اشتغال أو إساءة أدب، أو كَثْرةِ كلام لغير فائدة، أو معاشَرَةِ مَنْ لا تَلِيقُ به عشرتُه، أو نحوِ ذلك بطريق التعريض ما أمكن، لا بطريق التصريح مع الغنى عنه، وبطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ; فإنّ التصريح يَهْتِكُ حجابَ الهَيْبَة، ويُورِثُ الجُرْأَة على الهجوم

1 . صحيح البخاري، ج 1، ص 95، كتاب الإيمان، ح 12.

2 . راجع مصادقة الإخوان، ص 38 ـ 42 ; والكافي، ج 2، ص 169 ـ 174، باب حقّ المؤمن على أخيه وأداء حقّه.