• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

5. عدم الامتناع من تعليم أحد لکونه غير صحيح النيَّة

6. بذل العلم عند وجود المستحق و عدم البخل به

فقال: «إنّ أحَقَّ الناسِ بالخِدْمَةِ العالمُ، إنّما تواضعتُ هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم.

بالتواضع تُعْمَرُ الحكمةُ لا بالتكبُّرِ، وكذلك في السَّهْلِ يَنْبُتُ الزرعُ لا في الجَبَلِ»(1).

الخامس: أن لا يَمتنعَ مِنْ تعليم أحد لكونه غيرَ صحيحِ النيّة، فربّما عسر على كثير من المبتدئينَ بالاشتغالِ تصحيحُ النيَّةِ; لضعف نفوسهم وانحطاطها عن إدراك السعادة الآجلة وقِلَّةِ أُنسِهِم بموجبات تصحيحها، فالامتناع من تعليمهم يُؤَدِّي إلى تفويت كثير مِن العلم، مع أنَّه يُرْجى بِبَركَةِ العلمِ تصحيحُها إذا أنسَ بالعلم.

لكن يجب على المعلِّم إذا شَعَرَ مِن المتعلِّم فَسادَ النيَّةِ أنْ يَستدرجَه بالموعظة الحسنة، ويُنَبِّهَه على خطر العلم الذي لا يُرادُ به اللهُ، ويَتْلُوَ عليه من الأخبار الواردة في ذلك حالاً فحالاً، حتّى يَقودَه إلى القصد الصحيح، فإنْ لم يُنْجِعْ ذلك، ويَئِسَ منه قيل: يَتْركُهُ حينئذ ويمَنْعُهُ مِن التعلّم; فإنّ العلمَ لا يزيده إلاّ شرّاً.

وإلى ذلك أشار عليّ(عليه السلام) بقوله: «لا تُعَلِّقُوا الْجَواهِرَ في أعَناقِ الْخَنازِيرِ»(2) وعن الصادق(عليه السلام) قال:

قام عيسى بنُ مَرْيَمَ(عليهما السلام) خطيباً في بني إسرائيل، فقال: «يابَني إسْرائِيلَ لا تُحَدِّثُوا الْجُهّالَ بِالْحِكَمَةِ فَتَظْلِمُوها، وَلا تَمْنَعُوها أهْلَها فَتَظْلِمُوهُمْ»(3).

ولَقَدْ أَحْسَنَ الْقائِلُ:

وَمَنْ مَنَحَ الْجُهّالَ عِلْماً أضاعَهُ وَمَنْ مَنَعَ الْـمُـسْتَوْجِبِينَ فَقَدْ ظَلَمْ السادس: بَذْلُ العلم عندَ وجود المستحِقِّ وعدمُ البخلِ به; فإنَّ اللهَ سبحانه أخذ على العلماء من العهود والمواثيق ما أخَذَه على الأنبياء ليُبَيِّنُنَّهُ للناس ولا يَكْتُمُونَه.

وعن أبي عبد الله(عليه السلام):

قرأتُ في كتاب عليّ(عليه السلام): إنّ الله لم يأخُذْ على الجُهّال عَهْداً بِطَلَبِ العلمِ حتّى أخَذَ

1 . الكافي، ج 1، ص 37، باب صفة العلماء، ح 6 وفي بعض نسخ الكافي: «فقَبَّلَ أقدامَهم»، وهو أولى.

2 . إحياء علوم الدين، ج 1، ص 51.

3 . الكافي، ج 1، ص 52، باب بذل العلم، ح 4.

(4)4 . طبقات الشافعيّة، ج 1، ص 294.