2. صيانةُ العلم و ترکُ إذلاله و بذله لغير أهله
3. العملُ بعلمه زيادة علي ما تَقدَّم في الأمر المشترک
وجهه ونَفَحات لسانه، وتَشْهَدَ له به صُلَحاءُ مشايخه، ففي الخبر المشهور: «الْمُتَشَبِّعُ بِما لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُور»(1).
وأنشد بعضهم:
لا تَطْمَحَنَّ إلى الْمَراتِبِ قَبْلَ أنْ تَتَكامَلَ اْلأدَواتُ وَاْلأسْبابُ إنَّ الِّثمارَ تَمرُّ قَبْلَ بُلُوغِها طَعْماً، وَهُنَّ إذا بَلَغْنَ عِذاب الثاني: أنْ لا يُذِلَّ العلمَ فَيَبْذُلَه لغير أهله ويَذْهَبَ به إلى مكان يُنْسَبُ إلى مَنْ يتعلَّمُه منه وإنْ كان المتعلِّمُ كبيرَ القدر; بل يصون العلمَ عن ذلك كما صانَه السلفُ، وأخبارُهم في ذلك كثيرة مشهورة مع الخلفاء وغيرهم.
اللهمّ إلاّ أنْ تَدْعُوَ إليه ضرورةٌ، وتَقْتَضِيه مَصْلَحةٌ دينيَّةٌ راجحة على مفسدة ابتذاله، ويُحْسِنَ فيه نيّةً صالحةً، فلا باس.
وما أحْسَنَ ما أنشده القاضي أبو الحسن عليّ بن عبد العزيز الجرجاني لنفسه!:
يَقُولونَ لي فِيكَ انْقِباضٌ وإنّما رَأَوْا رَجُلاً عَنْ مَوْضِعِ الذُّلِّ أحْجَما وَلَمْ أقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إنْ كانَ كُلَّما بَدا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِيَ سُلَّما إذا قِيلَ: هذا مَنْهَلٌ قلتُ: قَدْ أَرى وَلكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَما وَلَوْ أَنَّ أهْلَ الْعِلْمِ صانُوهُ صانَهُمْ وَلَوْ عَظَّمُوهُ في النُّفُوسِ لَعُظِّما وَلكِنْ أذَلُّوهُ فَهانَ وَدَنَّسُوا مُحَيَّاهُ بِالأَطْماعِ حَتَّى تَجَهَّما الله عزّ وجلَّ: ( إنّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(4). «مَنْ صَدَّقَ فِعْلُهُ قَوْلَهُ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ قَولَه