• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

4. الانقياد للحقّ بالرجوع عند الهفوة

استفادة مالا يَعْرِفُه، فَتَخْسَر صَفْقَتُه ويَقِلّ علمُه وَيَسْتَحِقّ المَقْتَ مِن الله تعالى، وقد قال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): «الحكمة ضالّةُ المؤمن، فحيث وجَدَها فهو أحقُّ بها»(1).

وقال سعيد بن جبير(رحمه الله):

لا يزال الرجُل عالماً ما تعلّم، فإذا ترك التعلُّمَ وظَنَّ أنّه قد استغنى واكتفى بما عنده، فهو أجْهَلُ ما يكون(2).

وأنشد بعضهم في ذلك:

وَلَيْسَ الْعَمى طُولَ السُّؤالِ وَإنّما تَمامُ الْعَمى طُولُ السُّكُوتِ عَلَى الْجَهْلِ الرابع: ـ وهو مِنْ أهمّها ـ الانقيادُ للحقِّ بالرجوع عند الهَفْوَة، ولو ظهر على يد مَنْ هو أصْغَرُ منه(6); فإنّه مع وجوبه مِنْ بركة العلم، والإصرارُ على تركه كِبْرٌ مذمومٌ عند الله تعالى، موجبٌ للطَرْدِ والبُعد، قال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم):

لا يدخُلُ الجنَّةَ مَنْ في قلبهِ مِثقالُ حَبَّة من كِبْر.

فقال بعض أصحابه: هَلكْنا يا رسول الله، إنّ أحدَنا يُحِبُّ أنْ يكون نَعْلُه حَسَناً وثَوْبُه حَسَناً.

فقال النبيُّ(صلى الله عليه وآله وسلم):

1 . بحار الأنوار، ج 2، ص 99، ح 58، نقلاً عن أمالي الطوسي، ج 2، ص 238، وفيه: «كلمة الحكمة».

2 . تذكرة السامع، ص 28 ـ 135.

3 . قاله مجاهد، كما في صحيح البخاري، ج 2، ص 158، كتاب العلم.

4 . الكافي، ج 1، ص 40، باب سؤال العالم وتذاكره، ح 2.

هذا العلم عليه قُفْلٌ، ومِفْتاحُه المسْأَلَةُ»(5).

5 . الكافي، ج 1، ص 40، باب سؤال العالم وتذاكره، ح 3.

6 . قال المحدِّث الجزائري في الأنوار النعمانيّة، ج 3، ص 345: «وقد كان لي شيخ جليل قرأت عليه كثيراً من العربيّة والأُصول، فما وجدت أحداً أنصفَ منه، وذلك أنّه ربّما أشكلت المسألة علينا وقت الدرس، فإذا طالعتها أنا وكنت أصغر الشركاء سنّاً قال لي ذلك الشيخ: هذا الحقّ وغلطتُ أنا وجميع هؤلاء.

فيغلّط نفسَه والطلبة لأجل معرفته بصحّة كلامي، ثمّ يقول لي: أمل عليّ ما خطر بخاطركَ، حتّى أُعلّقه حاشيةً على كتابي، فأُملي أنا عليه وهو يكتبه حاشيةً وهو وقت تأليف هذا الكتاب في بلاد حيدر آباد من بلاد الهند واسمه الشيخ جعفر البحريني (مدّ الله أيّام سعادته)».